سيطر «التوتر» على الجلسة الرابعة، للنظر في قضية مقتل الطفل مشاري البوشل، أمس في المحكمة الكبرى في الدمام، بعد أن أنكرت العاملة المنزلية (إندونيسية الجنسية) تهمة قتل الرضيع، الذي لم يتجاوز عمره حينها، ثلاثة أشهر عبر دس سم الفئران ممزوجاً بأدوية لتسكين الآلام، في رضاعة حليب الطفل، ما أدى إلى تدهور صحته ووفاته في وقت لاحق. وقال والد الطفل أحمد البوشل، في تصريح ل «الحياة»، أمس: «عقدت المحكمة جلسة، بحضوري والمتهمة ومترجمين إلى اللغتين الإندونيسية والإنكليزية. ودار نقاش بين القاضي والمتهمة، التي ذكرت أنها عملت في منازل عدة، في السعودية، منذ نحو 15 سنة، أمضت آخر أربع سنوات منها في منزلي».وذكر البوشل، أنها «أنكرت وبشدة وإصرار، تهمة قتل ابني مشاري، حين سألها القاضي. وكانت تتحدث في شكل عصبي ومتوترة. ونفت أمام القاضي ما أقرت به أثناء التحقيق في الشرطة، وهيئة التحقيق والإدعاء العام. وأخبرها القاضي أنها وقعت وبصمت على محاضر التحقيق، بما فيها اعترافاتها بقتل الطفل، التي كانت باللغة الإندونيسية، فأصرت على النفي». وأضاف «ذكرتها بأنني وأسرتي كنا نتعامل معها بأسلوب طيب، وعلى رغم ذلك فعلت ما فعلته، وكل ما أريده منها الآن أن تعترف أمام القاضي، فلن ينفعها الإنكار، فهناك دلائل مثبتة، وحينها تعالت الأصوات بيني وبينها. وقام القاضي بتهدئتنا»، لافتاً إلى أنه «أدار الجلسة بحكمة بالغة. وبلغني أنه حريص على أن ينال كل طرف من أطراف القضية حقه، وأنه لن يصدر الحكم إلا بعد التأكد من صحة جميع إجراء التحقيق»، مضيفاً «قرر القاضي تأجيل الجلسة إلى وقت لاحق، وذلك للتعديل في النص المكتوب في صك حصر الورثة»، مبيناً أن العاملة خرجت من قاعة المحكمة وهي تردد «حسبي الله ونعم الوكيل». وأبان البوشل، ان الاتصالات والرسائل النصية القصيرة التي ترده من أسرة المتهمة وتطالبه بالعفو عنها «مستمرة، وتصل في كل وقت، بما فيها آخر الليل. ولكنني لا أجيب عليهم»، مؤكداً إصراره وأسرته يطالبون «بتنفيذ شرع الله في المتهمة، جراء فعلتها البشعة في حق طفلنا مشاري»، مضيفاً «أثناء خروجي من المحكمة، فوجئت بنحو 20 مواطناً، قدموا للسلام علي، وتأكيد مساندتهم لي، وطلبوا مني عدم التنازل، والتمسك بتطبيق شرع الله، وأخبروني أن «مشاري ابننا جميعاً، وهو ابن الوطن، ونريد أن تأخذ المتهمة ما تستحقه من عقوبة، على فعلتها الشنيعة». وأردف «تلقت زوجتي خبر إنكار المتهمة لما أقدمت عليه، باستياء بالغ، والصدمة، فهي لم تستوعب بعد ما جرى لأبننا، بعد مرور أشهر على وفاته، على رغم أنه لم يلفظ أنفاسه، إلا بعد شهر ونصف الشهر من الآلام، والتنقل بين المستشفيات، وكانت أمه طوال تلك الفترة برفقته. ولكنها لا تصدق أنه مات».