قرر القاضي في محكمة الدمام الكبرى، استدعاء المحقق في قضية العاملة المنزلية، المُتهمة بدس «سم الفئران» في رضاعة حليب الطفل مشاري البوشل، ما أدى إلى وفاته. وجاء قرار القاضي بعد تكرار المُتهمة إنكارها للتهمة، وعزت توقيعها على اعترافاتها في محاضر التحقيق، الذي جرى في مقر الشرطة وهيئة الإدعاء العام والتحقيق إلى «ضغوط نفسية» واجهتها أثناء التحقيق. وقرر القاضي، عقد الجلسة المقبلة بعد نحو شهرين، في الثامن من رمضان المقبل. وكشفت العاملة المُتهمة، في الجلسة الخامسة أمس، التي عقدت في حضور مترجمين إلى اللغتين الإندونيسية والإنكليزية، أنها «وقعت وبصمت على محاضر التحقيق التي كانت مترجمة إلى لغتها الإندونيسية، إضافة إلى الإنكليزية، وأقرت فيها بتهمتها، بسبب الضغوط النفسية التي تعرضت لها أثناء التحقيق»، بحسب ما نقل والد الطفل أحمد البوشل، الذي أوضح أنها كانت «تتحدث بعصبية، وفي شكل متوتر. كما كانت منذ حضورها إلى المحكمة، وحتى انتهاء الجلسة، تبكي بشدة». وكشف البوشل في تصريح ل «الحياة»، أمس، أن المتهمة «كانت تعاني من ضغط النفسي قبل تسميم ابني مشاري، عندما علمت بخبر وفاة أختها في اندونيسيا، إذ حاولت الانتحار برمي نفسها من أعلى سلم المنزل المؤدي إلى الدور الثاني، ولكننا تمكننا من إمساكها، وتهدئتها. ثم كررت المحاولة مرة أخرى. ولكنها لم تفلح أيضاً، ما يدل على أن العاملة تعاني من اضطرابات نفسية. ما دفعها إلى قتل مشاري، الذي لم يكن يتجاوز عمره حينها، ثلاثة أشهر، عبر دس سم الفئران ممزوجاً بأدوية تسكين الآلام في رضاعة حليب الطفل، ما أدى إلى تدهور صحته ووفاته في وقت لاحق». وأضاف، ان «العاملة أبلغت القاضي، أنها عملت في منازل عدة في السعودية، طوال 15 سنة، أمضت آخر أربع منها في منزلي». وأشار إلى محاولاتها التأثير على مشاعره، واستدرار عطفه، عبر تكرار جملة «لم أنس مشاري». كما أنها «دعت له بالرحمة والمغفرة، فأخبرتها بأنه لا داعي للدعاء لطفلي، لأنه الآن من طيور الجنة إن شاء الله. وكانت تكثر بالسؤال عن أبنائي وزوجتي، فأجبتها أن جميع أفراد أسرتي يشعرون بالتعب النفسي، بسببها، وما فعلته في مشاري. وأنا وجميع أبنائي يتذكرون أخاهم في كل زاوية من زوايا المنزل. كما أبلغتني أنها علمت عن طفلتي المولودة حديثاً، «دانا». ودعت لها ولنا بالبركة والخبر». وأكد البوشل، ان «الحق سيظهر، وستنال المتهمة جزاء ما فعلته، في طفلي وفي أسرتي، وبخاصة زوجتي، التي تعيش ظروفاً نفسية صعبة، وتأمل أن تطوى هذه القصة في أسرع وقت ممكن، عبر إصدار الحكم على المتهمة، وتطبيق شرع الله فيها». وحول الاتصالات والرسائل التي كان تصله من أسرة المتهمة، أوضح أنها «توقفت تماماً قبل أسبوعين، سواء الرسائل أو الاتصالات الهاتفية، التي كانت تصل إلى موبايلي من داخل المملكة وخارجها. وأخبرتني المتهمة أنها تتواصل مع أسرتها بين فترة وأخرى، للاطمئنان عليهم. كما أخبرتني أنها تحفظ القرآن الكريم، وكلما حفظت جزءاً، يُصرح لها بالتحدث مع أهلها. وسألتها عن الرسائل والاتصالات، فرجحت أن تكون من أختها أو ابنتها».