دخلت «حرب المذكرات» فصلاً آخر امس، اذ بدأ البيت الأبيض درس تقرير أعدّه ديموقراطيو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، تفند اتهامات وجّهها الرئيس دونالد ترامب وقياديون جمهوريون الى مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) ووزارة العدل، ب»التحيّز» في ملف «تدخل» روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية. تزامن ذلك مع معلومات افادت بأن محامين لترامب نصحوه بالامتناع عن الادلاء بشهادته في هذا الملف، امام المدعي المستقل روبرت مولر. وفاقمت المذكرة الديموقراطية انقساماً حزبياً في اللجنة التي يُفترض ان تحقق في «تدخل» موسكو في الانتخابات وفي «تواطؤ» محتمل مع حملة ترامب. وكان الرئيس اجاز الأسبوع الماضي نشر مذكرة سرية أعدتها الغالبية الجمهورية في اللجنة، على رغم مناشدات الديموقراطيين ورفض «أف بي آي» الاتهامات. واعتبر ترامب أن المذكرة الجمهورية اظهرت ان مكتب التحقيقات الفيديرالي ووزارة العدل تآمراً ضده في «ملف روسيا»، مؤكداً أن ما تضمّنته «يبرئه» في هذا الصدد. معلوم ان مولر ولجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ يجريان تحقيقين في هذا الأمر. وقالت ناطقة باسم ترامب ان «البيت الأبيض تلقى مذكرة من اعضاء الأقلية في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب»، مضيفة ان الادارة «ستتّبع التدابير ذاتها» التي اتبعتها مع التقرير الجمهوري. ويعني ذلك ان لدى الرئيس 5 ايام ليقرّر خلالها هل يسمح بنشر المذكرة الديموقراطية. وكان رئيس الأقلية الديموقراطية في اللجنة آدم شيف أعلن «تصويتاً بالإجماع على نشر الوثيقة»، وزاد: «وجد الجمهوريون أنفسهم في وضع لا يُحتمل، عندما نشروا مذكرة مضللة ورفضوا نشر رد الديموقراطيين، لذلك أعتقد بأنهم اضطروا للقيام بهذه الخطوة». ورأى ان إدارة ترامب ستواجه «صعوبة شديدة» اذا ارادت عرقلة نشر الرد، بعد مراجعته قانونياً وأمنياً. واعتبر ان المذكرة الديموقراطية «ستساعد الجمهور في الاطلاع على تشويهات وعدم دقة (شابت) مذكرة الغالبية» الجمهورية، مبدياً قلقاً من أن يلجأ البيت الابيض الى «فرض رقابة على مذكرتنا، لأسباب سياسية». وتابع انه سيقارن أي حذف قد يطلبه «أف بي آي» ووزارة العدل، مع أي تعديلات من البيت الأبيض، لمحاولة تحديد أي محاولة لحجب معلومات من أجل أغراض سياسية. وكان لافتاً ان ترامب ندد بامتناع مشرّعين ديموقراطيين عن التصفيق له، خلال خطابه عن حال الاتحاد امام الكونغرس قبل اسبوع، واتهمهم ب»الخيانة». واضاف: «قلت ان معدل البطالة بين السود في أدنى مستوى، ساد صمت مطبق، ولم ترتسم أي ابتسامة. بلغ الأمر نقطة لم أعدْ معها أرغب في ان انظر الى هذا الجانب، لأن فيه طاقة سيئة. وصف أحدهم الأمر بخيانة. لمَ لا؟ هل يمكننا تسمية ذلك خيانة؟ لم لا؟». وزاد في اشارة الى المشرعين الديموقراطيين: «لم يكن يبدو عليهم انهم يحبون بلدهم. هذا وضع محزن جداً». الى ذلك، أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» ان محامين لترامب نصحوه بالامتناع عن الادلاء بشهادته امام مولر. ونقلت عن أربعة أشخاص قولهم إن المحامين قلقون من احتمال اتهام ترامب بالكذب على المحققين، اذ سبق وناقض تصريحاته في السابق. واضافت ان المحامي جون دود ومساعده جاي سيكولو، ومحامي الرئيس مارك كازويتز ومستشارين، يعارضون إدلاء الرئيس بشهادته، اذ يعتبرون ان مولر ليس مؤهلاً لاستجوابه في شأن مسائل. وتابعت ان دود ناقش شروط استجواب مشابه مع فريق مولر، منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مشيرة الى ان تاي كوب، أحد محامي البيت الابيض، هو الوحيد المؤيّد لتعاون الرئيس مع المحققين.