خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن صمته أمس، معتبراً أن شهادة المدير السابق لمكتب التحقيق الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي تشكّل «إثباتاً كاملاً» لروايته وتبرئة له في ملف الاتصالات مع روسيا. ووصف كومي ب «مسرّب»، فيما يخطط محامي الرئيس لرفع شكوى ضد المدير السابق ل «أف بي آي»، لاتهامه بكشف محادثات أجراها مع ترامب الذي اتهمه ديموقراطيون ب «إساءة استغلال السلطة». لكن خبراء أميركيين يعتبرون أن كومي ربط خيوطاً قد تورّط الرئيس لاحقاً بالتحقيق المستمر حول روسيا. ورأى الكاتب في صحيفة «واشنطن بوست» كريس سيليزا أن ترامب مخطئ إذا اعتقد بأن شهادة كومي تبرئه. وأضاف أن التحقيق مع الرئيس هو من صلاحيات المحقق الخاص روبرت مولر. واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن شهادة كومي ضربت صدقية ترامب ووضعته في خانة «الكاذب»، وهذا عنوان غلاف صحيفة «ديلي نيوز» الصادرة في نيويورك. وكان كومي أقرّ خلال شهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الخميس، بأنه طلب من صديق أن يسرّب إلى «نيويورك تايمز» مذكرات تتضمّن تفاصيل لقاءاته مع ترامب، ولكن بعدما طرده الرئيس، ما يقلّل من فرص ملاحقته إذ لم يعد مسؤولاً. وبرّر توثيقه محادثاته مع ترامب بخشيته من أن يحرّفها، متهماً الإدارة بنشر «أكاذيب» عن أسباب عزله. واستدرك أن الرئيس ليس موضع تحقيق في ملف «التدخل» الروسي في انتخابات الرئاسة. وبعد ساعات على شهادة كومي، كتب ترامب على موقع «تويتر» عند السادسة وعشر دقائق صباحاً، أن ما قاله المدير السابق ل «أف بي آي» يشكّل «إثباتاً كاملاً» لروايته وتبرئة له. وأضاف: «على رغم تصريحات مزيفة وأكاذيب كثيرة... إثبات كامل (للرواية) وكومي مسرّب!». واعتبر المحامي الخاص لترامب، مارك كاسويتز، أن كومي واحد من «مسرّبي اتصالات مميزة» يستهدفون تقويض إدارة الرئيس. ورأى أن شهادته أوضحت أن ترامب «لم يوجّه أو يقترح أبداً، أن يوقف كومي تحقيقاً في شأن أي شخص». وأعلن شخص مقرّب من الفريق القانوني للرئيس، أن كاسويتز يخطط لرفع شكوى إلى المفتش العام لوزارة العدل الأسبوع المقبل، في شأن كشف كومي فحوى محادثاته مع ترامب. وشددت السيناتور سوزان كولينز، وهي جمهورية معتدلة، على وجوب أن يحصل الكونغرس على تسجيلات قد يحتفظ بها ترامب في شأن تعاملاته مع كومي. ووصفت كولينز، وهي عضو في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، كومي ب «شريف»، مشيرة إلى أنها وجدته «موثوقاً وصريحاً». وأضافت: «أدلى بشهادته تحت القسم، وأعتقد بأنه نزيه ولن يتعمّد الكذب تحت القسم». واعتبرت أن دوافع كومي «قد تكون جيدة»، مستدركة أن تسريبه فحوى لقاءاته مع الرئيس كان خطأً، ولافتة إلى وجوب أن يعطيها للجنة. ورجّحت أن ترامب لم يدرك الحدود بين البيت الأبيض و «أف بي آي». لكن نانسي بيلوسي، زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب الأميركي، رأت أن طلب ترامب من كومي أن يكون موالياً له، لدى قيادته «أف بي آي»، كان «غير مقبول». وأضافت: «لا شك في أنه أساء استغلال السلطة. أما مسألة إن كان عطّل العدالة، فتحتاج مزيداً من الحقائق، وما نريده هو الحقائق». إلى ذلك، يُتوقع أن يلتقي جاريد كوشنر، صهر ترامب وأبرز مستشاريه، موظفين من لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في غضون أيام، للإجابة عن أسئلة في شأن لقاءاته مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك.