لم يكن مفاجئاً أن يودع أفضل فريق سعودي من دون منازع في الموسم الرياضي الحالي فريق الهلال دوري أبطال آسيا في نسخته الحالية 2011 من دور ال16، ولم يكن غريباً أن يرسب الهلال في الاختبار الحقيقي والحاسم هذا الموسم من أمام الاتحاد في موقعة جدة المثيرة، وانتهت الطموحات والأماني «الزرقاء» في الظفر باللقب القاري بطريقة مأسوية محزنة، وتحولت الأحلام الوردية التي عاشها الهلاليون إلى كابوس مفجع في ختام مشوارهم في البطولة، وخرجت الجماهير الهلالية أول من أمس من ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة وهي تضرب أخماساًَ بأسداس حزناً وألماً على وضع فريقها المتهالك الذي تاه تماماً طيلة مجريات النزال، وعجز عن مجاراة الاتحاد في أرض الميدان على رغم وجود نجوم الملايين في صفوف الفريق من محترفين أجانب دفع فيهم الرئيس الهلالي مبالغ هائلة وأموالاً طائلة لم يدفعها رئيس غيره في الملاعب السعودية، ولاعبين محليين لم يقدموا ما يوازي الشهرة الكبيرة التي منحهم إياها مجرد وجودهم في كتيبة «الزعيم»، وكانوا جميعاً مجرد أسماء على الورق، وأجساداً تتحرك يمنة وشمالاً من دون تقديم الفائدة الحقيقية للفريق «الأزرق» في المحفل القاري. ولم يكن مشهد الصدمة الهلالية الكبيرة التي عاشتها جماهيره في كل مكان وهي تشاهد فريقها كالحمل الوديع في ملعب المباراة ونظرات الأسى والحسرة والذهول والاستياء الشديدة بالأمر الجديد على أنصار وعشاق ومحبي «الزعيم» الذين تعودوا في كل عام على توديع البطولة الآسيوية بمستويات أدائية سلبية في مواجهات الحسم القارية، ونتائج لا ترقى لطموحات الهلاليين كافة حتى بات الأمر يُشكل عقدة حقيقية أكدتها جماهير الاتحاد في المدرجات ليلة الانتصار الكبير عندما رددت طويلاً «العالمية صارت قضية» و«العالمية صعبة قوية» في إشارة واضحة وصريحة لعدم قدرة الهلال على الخروج من هذه الأزمة الحقيقية التي تتجدد في كل عام. وعانى الهلال الأمرين في اللقاء، وقدم لاعبوه مستويات أدائية ركيكة وكانت خطوط الفريق مفككة، وخطط مدربه الأرجنتيني غابريل كالديرون التدريبية تقليدية عقيمة، وظهرت أخطاء دفاعه بصورة مفجعة منذ الدقائق الأولى خصوصاً قلبي الدفاع وثنائي الخبرة أسامة هوساوي وماجد المرشدي اللذين كانا يعول عليهما الهلاليون كثيراً في اللقاء، وغاب الرباعي الأجنبي بشكل تام عن أدائهم المعهود، ولعب ويلهامسون ورادوي ولي يونغ وأحمد علي واحدة من أسوأ مبارياتهم على الإطلاق في مشوارهم مع الفريق، ولم يكن قائد الفريق وهداف الهلال ياسر القحطاني بأفضل حال من سابقيه طيلة مشاركته في اللقاء، إذ كان ضيف شرف على دفاع الاتحاد حتى تم استبداله من ملعب النزال، ليدفع الهلال الثمن غالياً ويخرج من دوري أبطال آسيا 2011 بشكل حزين. وكانت الصورة معبرة على الرئيس الهلالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد وهو يشاهد الطوفان الاتحادي في الدقائق الأولى يجتاح فريقه، والهدفين الأول والثاني تلجان شباك حارسه، ما جعله يتابع الشوط الثاني من غرفة الملابس كعادته في هذه البطولة تحديداً، حتى انتهاء المواجهة ومغادرة الجماهير الهلالية بخيبة أمل كبيرة بعد خروج فريقها من الاستحقاق الآسيوي بطريقة مكررة حوّلت الأفراح قبل أربعة أيام ببطولة الدوري إلى موجة أحزان كبيرة جعلت الكثيرين من الهلاليين يرددون في ذلك المساء الحزين «تبخرت الأحلام وعادت الآلام يا زعيم الذهب والألقاب».