جاءت انطلاقة الفرق السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا بنسخته الثامنة، مخيبة للآمال، ولم تواكب تطلعات الجماهير السعودية التي منّت النفس ببداية مميزة، تبرهن من خلالها على قوة الحضور السعودي في الاستحقاقات القارية. وباستثناء الهلال، جاءت نتائج الاتحاد والأهلي والشباب، لتشكل صدمة للجماهير السعودية، إذ تعرض الاتحاد لخسارة مذلة أمام بونيودكور الأوزبكي3- صفر، وخسر الأهلي مواجهته مع الاستقلال الإيراني 1-2، وتعادل الشباب مع ضيفه سيباهان الشباب تدارك التعادل. 1 -1. ولم يقدم الفريق الاتحادي أداء مقنعاً على ملعب جار في طشقند، واتضحت معالم اللقاء منذ دقائقه الأولى، حين هز البرازيلي ريفالدو شباك آل نتيف في الدقيقة 3، قبل أن يتمكن حسانوف والبرازيلي دينلسون من التعزيز على مدار الحصتين. وظهر "العميد" بخطوط مفككة، ولاعبين تائهين في أرجاء الملعب، وغابت الروح القتالية لدى لاعبيه، في مشهد طرح تساؤلات عدة في الشارع الاتحادي، إذ إن ما يقدمه الفريق اختلف جذرياً، عن عطائه الذي أظهره في البطولة ذاتها قبل أقل من سنة. واحتل الاتحاد المرتبة الأخيرة في المجموعة الثانية بلا نقاط، وهو المركز الذي يعكس واقع الفريق "الأصفر"، بعد أن كان فرس رهان الكرة السعودية الأكبر في نسخ البطولة الأخيرة. بدوره، لم يكن الأهلي بحال أفضل من جاره، بعد أن خسر مواجهته أمام الاستقلال بهدفين لفرهاد مجيدي، مقابل هدف لحسن الراهب. وعلى رغم المساندة الجماهيرية الكبيرة، والتفاعل الذي حظي به الفريق، إلا أن مهاجمي الفريق عجزوا عن الوصول للشباك. ووقف الحظ كثيراً في وجه لاعبي الأهلي وتحديداً محاولات البرازيلي سيموس والبديل الناجح عبدالرحيم جيزاوي والمهاجم مالك معاذ، فيما أهدر لاعب الوسط البرازيلي مارسينهو ضربة جزاء، كانت كفيلة بإعادة الفريق للنزال. لكن ما قدمه الفريق "الراقي" قد يدفع بعشاق الفريق إلى التفاؤل بوقوف الحظ معهم في المواجهات المقبلة، خصوصاً أن فريقهم قدم كل ما لديه في النزال، وعمل ما يمكن لأي فريق أن يعمله في سبيل الفوز. وحمل (نادي القرن الآسيوي) الأخبار السارة للسعوديين، إذ قدم الهلاليون عرضاً مميزاً، ونجح لاعبو "الزعيم" في الفوز بالمباراة التي ظهرت تكتيكية صرفة بنتيجة 3- صفر. ونجح البلجيكي غيرتس في التفوق على نظيره الروماني كوزمين أولاريو، بقراءة المباراة بشكل مثالي، قابل ذلك تغييرات أثرت على الفريق الهلالي بالإيجاب. وإن فرح الهلاليون بفوزهم العريض وانطلاقتهم القوية نحو المنافسة، فإن عودة المهاجم الآسيوي الأبرز ياسر القحطاني للظهور بقوة، ضاعفت من مساحة التفاؤل الهلالية، إذ نجح القحطاني في لعب دور البطولة في نزال الدوحة، من خلال تسجيل هدفين بطريقتين مختلفتين، فضلاً عن تحركاته التي أسهمت في تفكيك الدفاعات الفريق القطري. وسجل البرازيلي نيفيز ثالث الأهداف الزرقاء، مستغلاً خطأ دفاعياً للفريق القطري. ورغم صعوبة الحكم باكراً على مستقبل الفرق السعودية في البطولة، يمكن القول إن الهلال قد يحمل تطلعات السعوديين وحده في البطولة الأقوى آسيوياً، إن هو واصل عروضه المميزة، مقابل تراجع بقية ممثلي الفرق السعودية. ووصل الهلال إلى صدارة المجموعة ب3 نقاط متفوقاً بفارق الأهداف عن مس كرمان الإيراني الذي كسب مواجهته مع الأهلي الإماراتي 4-2. ونجا الشباب من خسارة مؤلمة من أمام سيباهان الإيراني، إذ ظفر "الليث" بنقطة من أمام الفريق الضيف. وتقدم الفريق الإيراني عبر مهاجمه سيد جلال في الربع ساعة الأولى من اللقاء، قبل أن يعدّل فيصل السلطان الكفة بهدف في منتصف الحصة الثانية. وحل الشباب ثانياً مناصفة مع سيباهان، خلف باختاكور الأوزبكي الذي فاز على العين الإماراتي 1 – صفر. ولم يقدم الشبابيون المستوى المنتظر منهم خصوصاً في الشوط الأول، في وقت يتطلع فيه أنصار "الليث" للخروج بنتيجة إيجابية. ورغم تعادل الشباب الذي جاء بطعم الخسارة، إلا أن الجماهير السعودية تنتظر تصاعداً في مستويات الفريق الشبابي، متزامنا مع تحسن النتائج، حتى يظفر الفريق ببطاقة تؤهله إلى دور ال16 في البطولة. الاتحاد عاد بخسارة كبيرة