فجأة ومن دون مقدمات «رسب» الهلال في أسهل اختبار، وسقط في موقعة أم صلال القطري، وودع دوري أبطال آسيا من دور ال16 وانتهت المغامرة الزرقاء بطريقة مأسوية محزنة، وتحولت احلام “العالمية” التي عاشها الهلاليون إلى كابوس مفجع في نهاية موسمهم الرياضي، الذي لم يحقق فيه الفريق سوى بطولة كأس ولي العهد بشق الأنفس من أمام الشباب، إذ خرجت الجماهير الهلالية أول من أمس من ملعب “الدرة” استاد الملك فهد الدولي وهي تضرب أخماساً بأسداس حزناً على وضع فريقها المتهالك الذي تاه تماماً طيلة ال120 دقيقة، وعجز عن إحراز هدف وحيد في الشباك القطرية، على رغم وجود نجوم الملايين في صفوف الفريق من محترفين أجانب، دفع فيهم الرئيس الهلالي أكثر من 100 مليون ريال، ولاعبين محليين لم يقدموا ما يوازي الشهرة الكبيرة التي منحهم إياها مجرد وجودهم في كتيبة “الزعيم”، وكانوا جميعاً مجرد أسماء على الورق، وأجساداً تتحرك يمنة وشمالاً من دون تقديم الفائدة الحقيقية للفريق في المحفل القاري. ولم يكن مشهد الصدمة الهلالية الكبيرة التي حدثت في نهاية المباراة بعد تأكد تأهل أم صلال، ونظرات الاستغراب والذهول الشديدين التي أصابت أنصار وعشاق ومحبي “الزعيم” بالأمر الجديد على فريق تعوّد لاعبوه في الموسم الرياضي على التفنن في حرق الأعصاب والتفريط في اللقاءات تباعاً، وتوديع البطولات واحدة تلو الأخرى بخسائر غريبة ونتائج سلبية عجيبة، حتى بات الفريق الأشهر على صعيد القارة الآسيوية لا يقوى على الصمود، ويعاني الأمرين حتى يحقق انتصاراً عادياً لا يرقى لطموحات وآمال جماهيره الكبيرة الغفيرة في كل مكان، مستويات أدائية ركيكة وخطوط مفككة وخطط تدريبية عقيمة وأخطاء دفاعية مستمرة وغياب تام عن التسجيل لأشهر هدافي الفريق ياسر القحطاني، ليدفع الهلال الثمن غالياً وتخسر الكرة السعودية مقعداً مهماً في دور الثمانية من دوري أبطال آسيا. وكم كانت الصورة معبرة على الرئيس الهلالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد عقب اللقاء وهو يشاهد أفراح القطريين ومغادرة الجماهير الهلالية بخيبة أمل كبيرة بعد مغادرة فريقها للاستحقاق الآسيوي بطريقة مخجلة، وجلوسه لدقائق عده يتأمل المشهد الحزين الذي وضعه فيه لاعبوه، قبل أن يسترجع قواه ويودع المكان ولسان حاله يقول: “ضاعت الأحلام وعادت الآلام يا هلال”، فيما أسرع اللاعبون إلى غرف تبديل الملابس غير مصدقين خروجهم من البطولة، ليعلن المدافع فهد المفرج اعتزاله اللعب نهائياً وتوديع الملاعب في ليلة الحزن الهلالي، وفي الضفة الأخرى، كان المدرب الوطني عبداللطيف الحسيني يدافع عن نفسه في المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء، ويبرر سبب تغييراته الفنية التي انتقده فيها بعض الاعلام الهلالي، وعدم لعبه بأسلوب هجومي ومهاجم ثانٍ من بداية النزال الكروي. ويدرك العارفون ببواطن وأسرار وخفايا لعبة كرة القدم أن لغة المال لا تكفي وحدها في جلب البطولات والإنجازات، وأن الفكر الناجح والتخطيط السليم وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب هي من تسهم جميعاً في التواصل مع منصات التتويج، وقد يتميز الرئيس الهلالي بالكثير من المزايا الإيجابية التي تساعده في تحقيق آمال وتطلعات الجماهير الهلالية، ولكنه أفرط في تطبيق مبدأ الثواب وتساهل في مبدأ العقاب في الكثير من المواقف والمشاهد التي حصلت.