سقط فريق الهلال بشكل مُريع أمام أنصاره وعشاقه الذين ملأوا إستاد الأمير فيصل بن فهد في الملز أول من أمس، وودع دوري أبطال آسيا بخسارة مذلة كانت أشبه بنقطة سوداء لطخت تاريخ النادي المرصع بالإنجازات والبطولات في الأعوام الماضية، وخذل أصحاب القمصان الزرقاء السعوديين عموماً والجماهير الهلالية الكبيرة والغفيرة خصوصاً، عندما قدموا واحدة من أسوأ مبارياتهم على الإطلاق في السنوات العشر الأخيرة، وخيبوا الآمال والطموحات بخسارتهم القاسية التي لم تكن على البال ولا على الحسبان برباعية نظيفة لفريق أولسان هيونداي الكوري الجنوبي من دون رد لأصحاب الضيافة، وانتهت الرحلة الزرقاء في الظفر باللقب القاري بطريقة مأسوية محزنة، وتحولت الأحلام الوردية التي عاشها الهلاليون إلى كابوس مفجع في ختام مشوارهم في البطولة، وخرجت الجماهير الهلالية من ملعب النزال وهي تضرب أخماساً في أسداس حزناً وألماً على وضع فريقها المتهالك الذي تاه تماماً طوال مجريات النزال، وعجز عن مجاراة أولسان في أرض الميدان، على رغم وجود نجوم الملايين في صفوف الفريق من محترفين أجانب دفع فيهم الرئيس الهلالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد مبالغ هائلة، ولاعبين محليين لم يقدموا ما يوازي الشهرة الكبيرة التي منحهم إياها وجودهم في كتيبة الزعيم، وكانوا جميعاً مجرد أسماء على الورق، وأجساداً تتحرك يميناً وشمالاً من دون تقديم الفائدة الحقيقية للفريق الأزرق في المحفل القاري. ولم يكن مشهد الصدمة الهلالية الكبيرة التي عاشتها الجماهير الزرقاء في كل مكان، وهي تشاهد فريقها كالحمل الوديع في ملعب المباراة ونظرات الأسى والحسرة والذهول والاستياء الشديدة بالأمر الجديد على أنصار وعشاق ومحبي الزعيم، الذين تعودوا في كل عام على توديع البطولة الآسيوية بمستويات أدائية سلبية في مواجهات الحسم القارية، ونتائج لا ترقى لطموحات الهلاليين كافة، حتى بات الأمر يُشكل عقدة حقيقية أكدتها الجماهير نفسها في المدرجات عندما رددت بعد هدف أولسان الكوري الثالث «العالمية صعبة قوية»، وتحولت لتشجيع الفريق الكوري والتفاعل مع لمسات لاعبيه وهجماتهم حتى نهاية المباراة، في مقابل صيحات الاستهجان على لاعبي فريقها الهلال، في إشارة واضحة وصريحة إلى سخطها على اللاعبين الذين شوهوا تاريخ ناديهم بنتيجة كبيرة كانت بمثابة «مأساة» حقيقية لأنصار الزعيم في كل مكان. وعانى الهلال الأمرّين في اللقاء، وقدم لاعبوه مستويات أدائية ضعيفة، فظهرت خطوط الفريق مفككة، وخطط مدربه الفرنسي كومبواريه التدريبية تقليدية عقيمة، وظهرت أخطاء حارسه الشاب عبدالله السديري ودفاعه بصورة مفجعة منذ الدقائق الأولى، حتى دفع الفريق ثمنها بهدفين سريعين من أخطاء دفاعية «ساذجة»، ولم يكن لاعبو الوسط في وضعهم الطبيعي، وغاب الرباعي الأجنبي بشكل تام عن تقديم الأداء المطلوب والفائدة المرجوة، ليدفع الهلال الثمن غالياً ويخرج من دوري أبطال آسيا 2012 بشكل حزين وبصورة مسيئة لتاريخ الهلال. الصورة من على دكة بدلاء الهلال جاءت معبّرة بعد إحراز الكوريين هدفهم الثاني، إذ نكس اللاعبون رؤوسهم في الأرض، ولم يستطيعوا مشاهدة الطوفان الكوري والأفراح المتوالية في شباكهم وسط غضب وسخط الجماهير الزرقاء في المدرجات، لتستمر الأحزان حتى انتهاء المواجهة ومغادرة الجماهير الهلالية بخيبة أمل كبيرة بعد خروج فريقها من الاستحقاق الآسيوي بطريقة مكررة في كل عام، جعلتهم يرددون بمرارة وأسى في ذلك المساء الحزين «تبخرت الأحلام وعادت الآلام بنجوم على الورق يا زعيم».