بدأت أمس فعاليات إحياء ذكرى النكبة التي تمثلت في طرد أبناء الشعب الفلسطيني من مدنهم وقراهم وتشريدهم في الدول والمناطق المجاورة وإقامة دولة إسرائيل على أنقاضهم. وأعلنت اللجان الوطنية لإحياء الذكرى الثالثة والستين للنكبة والمؤلفة من القوى والفصائل المختلفة، عن برامج لإحياء الذكرى طيلة ايام الاسبوع تمثلت في مسيرات وتظاهرات واعتصامات تجري داخل المدن. وبخلاف بعض التوقعات من أن الفلسطينيين سيستغلون ذكرى النكبة العام الحالي للقيام بانتفاضة ثالثة، أعلنت السلطة الفلسطينية عدم السماح للتظاهرات بالخروج من المدن الى مناطق الاحتكاك مع جيش الاحتلال الاسرائيلي، مثل الحواجز العسكرية والمستوطنات. وفي رام الله، تبدأ الفعاليات صباح اليوم بزيارة لضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، تعقبها مسيرة الى ميدان المنارة حيث يقام مهرجان شعبي. وأعلنت مسيرات ومهرجانات مماثلة في المدن المختلفة. ودعا بعض المجموعات الشبابية الى الخروج الى مناطق الاحتكاك مع الجيش الاسرائيلي في المناطق (ج) التي تسيطر عليها إسرائيل في بعض المدن، مثل القدس وبعض أجزاء مدينة الخليل، علماً ان المناطق (ج) تشكل المساحة الاكبر من الضفة. وسيزور رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض برفقة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية مناطق عرب الجهالين الواقعة في المنطقة (ج) والتي تتعرض لانتهكات إسرائيلية متكررة مثل هدم البيوت. وجرت أمس مواجهات على حاجز قلنديا العسكري المقام على مدخل مدينة القدس، إذ هاجم عشرات الشبان الجنود بالحجارة، فيما رد هؤلاء بإطلاق اعيرة مطاط وقنابل مسيلة للدموع. وفي القدسالمحتلة، شيّع المئات جثمان الشهيد الفتى ميلاد سمير عياش (16 عاماً) الذي سقط في مواجهات الجمعة خلال إحياء لذكرى النكبة. وكان عشرات الشبان هاجموا دوريات الشرطة والمستوطنين في القدس عقب صلاة الجمعة. وسقط ميلاد بعيار ناري أطلقه احد المستوطنين. وقال والد الشهيد للصحافيين: «استشهاد ميلاد هو فداء للقدس والأقصى». وكانت مجموعات شبابية دعت الى إستغلال ذكرى النكبة لاطلاق إنتفاضة ثالثة، لكن مسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية أكدوا ل «الحياة» أن القيادة السياسية لن تسعى الى مواجهة مع إسرائيل قبل اللجوء الى الاممالمتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل للمطالبة باعتراف بالدولة على حدود عام 1967. من جهة اخرى، تنطلق في القدس اليوم بطولة فلسطين التي يقيمها إتحاد كرة القدم الفلسطيني للفت إنظار العام الى النكبة. ويشارك في البطولة التي يفتتحها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» جوزيف بلاتر، 16 نادياً رياضيا من دول العالم، بينها أندية أوروبية وأفريقية وآسيوية. وقال الامين العام لاتحاد كرة القدم عبدالمجيد حجة ل «الحياة»: «الهدف من هذه البطولة هو لفت أنظار العالم الى نكبة الشعب الفلسطيني من خلال الرياضة». ومنعت إسرائيل 85 لاعباً وإدارياً وصحافياً رياضياً من الاندية المذكورة من دخول البلاد. وقال حجة إن من بين الممنوعين الامين العام لاتحاد الكرة الموريتاني، مضيفاً ان السلطات الاسرائيلية لم تمنح تأشيرة دخول (فيزا) لجميع أعضاء الفريق الغاني المشارك في البطولة، ما أدى الى إلغاء مشاركته. وقال رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني جبريل الرجوب إن رئيس «الفيفا» وجّه إحتجاجاً على الاجراءات الاسرائيلية الى إتحاد كرة القدم في إسرائيل، وطالبه بالتدخل لوقف هذه الاجراءات.