ازدادت الشواهد في الاونة الاخيرة على نية سلطات الاحتلال تنفيذ مخططها الاستيطاني الضخم لربط القدسالمحتلة بمستعمرة « معاليه ادوميم»، من خلال اقامة الاف الوحدات الاستيطانية في المنطقة « اي 1»، ما دفع بسفير الاتحاد الاوروبي في تل ابيب للتعبير عن قلقه وطلب الحصول على توضيحات. فقد قدم سفير الاتحاد الاوروبي في اسرائيل، آندرو ستاندلي، أمس الاول الخميس احتجاجا رسميا الى وزارة الخارجية، ردا على نية اسرائيل اجلاء سكان فلسطينيين بدو وهدم بيوت فلسطينية في المنطقة «إي 1»، وفقا لما اورته اليوم صحيفة « هآرتس» العبرية. وعبر سفير الاتحاد الاوروبي امام نائب المدير العام لشؤون اوروبا في وزارة الخارجية الاسرائيلية رافي شوتس، عن القلق من الحديث عن استعدادات للبناء في المنطقة «إي 1»، لربط الشطر الشرقي من القدس بمستعمرة « معاليه ادوميم» في الشمال الشرقي، ما يعني الغاء فرص التسوية ومنع امكانية قيام دولة فلسطينية متواصلة في المستقبل. ويأتي احتجاج ستاندلي بعد يوم من المواجهة الشديدة بين اسرائيل من جهة وكل من وبريطانيا وفرنسا والمانيا، حينما زعمت وزارة الخارجية ان هذه الدول الثلاث لم تعد ذات صلة، وذلك اثر موقف هذه الدول الرافض لقرارات التوسع الاستيطاني والمطالب بوقف ارهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين. ولفتت «هآرتس» في تقريرها الى ما وصفته بتزايد الشواهد على نية اسرائيل تهيئة الظروف لاقامة حي جديد يحمل الاسم «مبسيرت ادوميم» في المنطقة «إي 1»، وبضمنها نظام شوارع منفصلة للاسرائيليين والفلسطينيين، تقيمه اسرائيل في الشطر شرق القدس وما حوله، حيث جددت اسرائيل مؤخرا العمل في اقامة في شارعين في منطقة «معاليه ادوميم»، اضافة الى افتتاح معبر شعفاط مؤخرا واخراج نحو 60 الف فلسطيني من ضمن حدود بلدية الاحتلال في القدس. ويضاف الى هذه الشواهد ما يخطط اليه رئيس بلدية الاحتلال في القدس المدعو نير بركات، للتخلي عن الاحياء الفلسطينية خارج الجدار العنصري، ما سيقلص الوجود الفلسطيني في القدسالمحتلة الى مستويات قياسية لصالح الوجود الاستيطاني اليهودي. ولفت الى تلقى وزراء الخارجية الاوروبيين تقريرا كتبه القناصل الاوروبيون في رام الله وشرقي القدس، بشأن وضع السكان الفلسطينيين في المنطقة (ج) في الضفة الغربية ممن يقعون تحت سيطرة اسرائيلية كاملة، منوها الى زيادة عدد بيوت الفلسطينيين التي هدمتها اسرائيل والى تدهور اوضاعهم الاقتصادية. كما تلقى ممثلو الاتحاد الاوروبي في السلطة الفلسطينية واسرائيل معلومات من منظمات حقوق انسان فحواها ان اسرائيل تخطط لاجلاء نحو من 2.500 بدوي من عشيرة الجهالين عن مكان سكنهم في المنطقة «إي 1»، الامر الذي اثار الريبة بان هذا الاجراء مقدمة للتوسع الاستيطاني في محيط « معاليه ادوميم». وكانت مفوضة الشؤون الانسانية في الاتحاد الاوروبي، كريستلينا غيئورغيفا وجهت رسالة الى وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك، عبرت فيها عن القلق العميق من اعمال اسرائيل في المنطقة (ج) – ولا سيما كل ما يتعلق باجلاء السكان البدو عن المنطقة (ج1). واوضحت المفوضة الاوروبية في رسالتها أنها تخشى من أن يكون اجلاء البدو يرمي الى التمكين من انشاء حي استيطاني جديد في منطقة «معاليه ادوميم». ويقترح رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، تقليص حدود المدينة وحصرها ضمن نطاق الجدار العنصري، والتخلي عمليا عن السيطرة الاسرائيلية في قسم من الاحياء في القدسالشرقية، مثل مخيم شعفاط، وراس خميس، كفر عقب، وسميراميس وأجزاء من مخيم قلنديا، حيث يقيم نحو 70 الف فلسطيني ممن يحملون الهوية الزرقاء، اخرجهم الجدار ولكنهم يتلقون الخدمات من البلدية. ويتذرع بركات بان اسرائيل لا تنجح في تحقيق سيادتها في هذه الاحياء، وعمليا، المنطقة تدار من قبل لجان شعبية ترتبط بالسلطة الفلسطينية.