فيما يستعد ابناء الشعب الفلسطيني لاحياء الذكرى السابعة والخمسين لنكبتهم التي قادت إلى اقتلاعهم عن اراضيهم، فرضت سلطات الاحتلال تدابير واجراءات قمعية مشددة في مختلف ارجاء فلسطين التاريخية لتامين احتفالات الاسرائيليين، بما يسمونه «عيد الاستقلال» وهو الوجه الاخر للنكبة. واحياء لهذه الذكرى التي تصادف 15 ايار (مايو) من كل عام، تنظم جمعية الدفاع عن حقوق ألمهجرين، اليوم الخميس، مسيرة العودة الثامنة إلى قريتي هوشة والكساير، في منطقة شفاعمرو في المثلث داخل اراضي فلسطينالمحتلة عام 48. وذكرت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في بيان لها لهذه المناسبة أن المسيرة ستنطلق الساعة الثالثة والنصف باتجاه موقع المهرجان الشعبي حيث سيرفع المشاركون لافتات كتب عليها اسماء مئات القرى المدمرة، حيث سيؤكد الشعار المركزي لكافة الفعاليات على حق العودة على اساس القرار الدولي 194. وجاء في البيان: «اننا في يوم استقلال (اسرائيل)، نحيي الذكرى السابعة والخمسين للنكبة الفلسطينية.. نحن المهجرين نعاني الامرين لاننا على مرمى حجر من قرانا ومدننا المنكوبة وننظر بحسرة لصمت مآذن المساجد واجراس الكنائس التي اسكتت يوم هجرنا، لتتحول إلى خرائب لابقار المستوطنين وخمارات ومراكز للدعارة وتعاطي المخدرات، ومقابر اجدادنا تدنس وهي تستصرخ الضمير الانساني منذ 57 عاما» . وكعادتها في مثل هذه المناسبة تنظم الجماهير الفلسطينية داخل اراضي ال48 سلسلة من الفعاليات بضمنها مهرجانات خطابية وزيارات للقرى المهجرة صباح اليوم الخميس، قبل الانطلاق في مسيرة العودة الثامنة على اراضي قريتي هوشة والكساير المهجرتين. من جانبها، فرضت سلطات الاحتلال اغلاقا شاملا على الأراضي الفلسطينية يستمر لغاية مساء السبت المقبل، وذلك بذريعة توفير الامن للاسرائيليين المحتفلين بذكرى استقلالهم، وهو ذكرى اعلان دولة (إسرائيل) في 15 ايار 1948 والذي يصادف هذا العام 12 ايار حسب التقويم العبري. وسيشمل الإغلاق كافة المعابر الحدودية بين الأراضي الفلسطينية ومناطق ال 48، ومنع دخول الفلسطينيين إلى (اسرائيل) . كما أغلقت سلطات الاحتلال، امسس، مدينة القدس بشكل كامل وعزلتها عن محيطها، وحولتها إلى ثكنة عسكرية. وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية والأمنية من خلال تكثيف الحواجز الثابتة على المداخل الرئيسة للمدينة، ونشرت أعداداً إضافية من جنودها ووحداتها العسكرية الخاصة. من جهة اخرى، شهدت البلدة القديمة من القدس، عمليات عربدة قامت بها مجموعات من المستعمرين، أثناء توجههم إلى حائط البراق، للمشاركة بالاحتفالات التي تقام بالمناسبة، وقد طالت المواطنين المقدسيين ومحالهم التجارية وممتلكاتهم، وذلك أمام أعين جنود الاحتلال المرافقين لهم. وفي سابقة هي الأولى من نوعها، غطت الجدران ولوحات الاعلان في تل أبيب، صباح أمس، ملصقات تدعو «سكان (إسرائيل) اليهود إلى تذكر الشهداء الفلسطينيين» في يوم احياء (إسرائيل) ذكرى مقتل جنودها في الحروب والبالغ عددهم قرابة 20500 جندي. وقام بتعليق هذه الملصقات «اللجنة الفوضوية للذاكرة المنسية» المتفرعة عن حركة «فوضويين ضد الجدار» المناهضة لاحتلال (إسرائيل) للاراضي الفلسطينية وبناء الجدار الفاصل. وكتب في الملصقات أنها علقت «من اجل تذكير سكان (إسرائيل) اليهود بالشهداء الذين لا يذكر اسمهم في يوم الذكرى (للجنود الاسرائيليين)، وهم الاف الرجال والنساء والبنات والاولاد الفلسطينيين والفلسطينيات الذين قتلوا على ايدي الجيش الاسرائيلي». وظهرت في عدد من هذه الملصقات صور للفتيين جمال وعدي عاصي (14 و15 عاما) اللذين استشهدا الاسبوع الماضي في بيت لقيا، غرب رام الله. وكتب تحت صورتيهما انهما «قتلا بدم بارد عندما دخلت قوة من الجنود (الاسرائيليين) إلى قريتهما قبل اسبوع وتم ايقاف مباراة كرة القدم التي كانوا يمارسونها بالرصاص الحي». وتحدث ملصق اخر تحت عنوان «مطلوبون» عن اعمال بناء الجدار العازل في قرية بلعين الواقعة غرب مدينة رام الله والتي تجري فيها مظاهرات متواصلة ضد بناء الجدار منذ شهور وتم الاسبوع الماضي اقتلاع اشجار زيتون من اراضي المواطنين الفلسطينيين في بلعين. وجاء في الملصق ان «قوات الارهاب الاسرائيلية ترد على مظاهرات (اهالي بلعين) ضد اقتلاع اشجار الزيتون ونهب اراضيهم بإطلاق قنابل الغاز والاعيرة المعدنية التي تسببت حتى الآن في اصابة مئات المتظاهرين وبينهم قرابة 150 ولداً». وقال احد نشطاء «لجنة الفوضوية للذاكرة المنسية» لموقع يديعوت احرونوت الالكتروني ان تعليق الملصقات هو محاولة لعرض ذاكرة بديلة في يوم ذكرى مقتل الجنود الاسرائيليين. واضاف ان «اموراً سيئة للغاية تحدث الآن باسم دولة اسرائيل، وهذه (أي تعليق الملصقات) محاولة لطرح موضوع الاولاد الذين قتلوا والمتظاهرين الذين اعتقلوا سوية مع اسرائيليين».