مرت احتفالات المسيحيين في مصر بقداس عيد الميلاد مساء أول من أمس، بهدوء من دون تسجيل أي اعتداءات طاولت دور العبادة الخاصة بهم، وسط استمرار حال الاستنفار الأمني في محيط الكنائس التي تدفق عليها مئات الآلاف لحضور القداس. وتوافدت أمس قيادات رسمية وشعبية إلى مقر الكاتدرائية المرقسية في العباسية، لتهنئة بطريرك الأقباط البابا تواضروس الثاني بالميلاد. وشدد رئيس البرلمان المصري الدكتور علي عبد العال خلال زيارته الكاتدرائية لتهنئة تواضروس، على «وحدة المصريين». وتطرق في لقائه مع البابا إلى «قانون بناء وترميم الكنائس» الذي أقره البرلمان قبل عام. وقال: «العام الماضي ذكرت للبابا أن قانون بناء وترميم الكنائس الذي انتظره المصريون لمدة 160 عاماً هو البداية وليس النهاية. وأتمنى أن يكون بناء المسجد والكنيسة بنفس المعيار وأن تختفي كلمة قبطي ومسلم وتصبح مصري فقط». وعادة ما أثارت قضية تدشين الكنائس، خصوصاً في القرى، أزمات طائفية إثر تحويل مسيحيين منازل ومقار مدنية إلى دور عبادة من دون تراخيص، كان آخرها الشهر الماضي في إحدى قرى مدينة أطفيح جنوب العاصمة. وكان القائم بأعمال رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي ترأس قبل أيام لجنة «لتوفيق أوضاع الكنائس» بحث خلالها الإجراءات التي اتخذت في شأن تقنين أوضاع الكنائس غير المرخصة، مشدداً على ضرورة «تقديم التسهيلات اللازمة لذلك، بما يضمن سرعة الانتهاء منها». وأشار رئيس البرلمان إلى «وفاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بوعده تدشين أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة»، معتبراً أن تلك الخطوات «كافية لوأد الفتن والأصوات الشاردة التي تحاول النيل من وحدة المصريين». وشدد على أن «ليس هناك تفرقة بين مسلم وقبطي»، مشيداً ب «وطنية» البابا تواضروس. وقال: «أعلم أنه يتألم من بعض الأحداث (في إشارة إلى الهجمات الإرهابية التي تستهدف المسيحيين) لكن كانت لديه القدرة لمواجهتها والتغلب عليها». ولفت إلى «دفاع البابا عن الدولة المصرية في كل لقاءاته في الخارج». وترأس تواضروس قداس عيد الميلاد ليل أول من أمس في كنيسة «ميلاد المسيح» التي افتتحت جزئياً في العاصمة الإدارية الجديدة. وحضر السيسي جزءاً من القداس لتهنئة الأقباط. وقوبل الرئيس بحفاوة لافتة في الاحتفالات، وقاطع المحتفلون كلمته بعبارات تأييد منها «بنحبك يا ريس» و «عايزينك يا ريس»، في إشارة إلى مطالب بترشحه لولاية رئاسية ثانية. وشدد الرئيس المصري خلال كلمته على ضرورة مواجهة محاولات التفرقة بين المصريين، مؤكداً أن أحداً لن يستطيع النيل من مصر طالما بقي أهلها متماسكين. إلى ذلك، يشهد محيط الكاتدرائية في العباسية وسط القاهرة إجراءات أمنية مكثفة تشارك فيها وحدات من العمليات الخاصة وقف جنودها مقنعين ومدججين بالأسلحة أمام الكاتدرائية، إضافة إلى قوى الأمن المركزي وقوات الشرطة.