يحتفل مسيحيو مصر الأرثوذكس اليوم بعيد الميلاد، الذي رأس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني قداسه ليل أمس، حيث أقيم في كاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الإدارية الجديدة، كبرى كنائس مصر والشرق الأوسط للمرة الأولى. وتسارعت صباح أمس استعدادات إقامة القداس، المفترض أن يكون شهد حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار قيادات الدولة، في الكنيسة الجديدة التي افتتحت جزئياً أمس، بدلاً من الكاتدرائية المرقسية في حي العباسية وسط القاهرة التي احتضنت تاريخياً ليلة القداس على مدى 50 عاماً. ولم يكتمل بناء الكنيسة الجديدة، لكن الجيش جهّز ساحة تتسع ل12 ألف شخص لإقامة القداس. وتزامن افتتاح كنيسة «ميلاد المسيح»، مع إحياء ذكرى مرور 50 عاماً على تدشين كاتدرائية العباسية التي تضم المقر الباباوي والتي تشهد إنشاءات جديدة حالياً. وحذا السيسي حذو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حين أمر بإنشاء كاتدرائية العباسية وكان أول المتبرعين، فأمر السيسي قبل عام بإنشاء أكبر كنيسة في مصر، وكان أول المتبرعين لإنشائها. ودأب الرئيس المصري على حضور قداس عيد الميلاد كل عام، في عرف لم ينهجه أي من أسلافه. وهنأ البابا تواضروس في رسالة مصورة المصريين كافة أمس لمناسبة العيد، وقال: «يزيد سعادتنا في هذا العيد أننا على أرض مصر نفتتح مع الرئيس عبدالفتاح السيسي أكبر كنيسة في الشرق الأوسط في العاصمة الإدارية الجديدة»، مشيداً بوفاء السيسي بوعده العام الماضي بإنشاء أكبر كنيسة ومسجد في العاصمة الإدارية وإقامة قداس عيد الميلاد في الكاتدرائية الجديدة. وشهدت العاصمة الجديدة استنفاراً أمنياً لتأمين الكاتدرائية ومحيطها. وانتشرت الحواجز الأمنية على كل الطرق المؤدية إليها، ووُجدت القوات في شكل مكثف في كل مواقع الإنشاء فيها. وأتى الاحتفال بأعياد الميلاد وافتتاح كبرى كنائس مصر، في وقت تسعى الدولة إلى تخطي تبعات هجمات تعرض لها المسيحيون خلال عام 2017 وقتل فيها عشرات باستهداف كنائس ودور عبادة، كان آخرها محاولة إرهابي ينتمي الى تنظيم «داعش» اقتحام كنيسة في حلوان جنوب العاصمة الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل شرطي و6 مسيحيين.