كشف وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور أن الخرطوم اتفقت مع واشنطن على تبادل وثائق لبناء استراتيجية تمهد لرفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب خلال الأسابيع المقبلة. ورفعت واشنطن في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عقوبات اقتصادية قاسية عن الخرطوم استمرت 20 سنة. لكن السودان ما زال ضمن اللائحة الأميركية للدول التي ترعى الإرهاب، وهو ما تترتب عليه عقوبات أخرى. وفي منتصف تشرين الثاني (نوفمبر)، بدأ البلدان جولة جديدة من المحادثات تهدف إلى رفع اسم السودان من اللائحة السوداء وتنفيذ تطبيع الكامل. وهما أقرا خطة مسارات جديدة للجولة الثانية. في غضون ذلك، زار الرئيس التركي رجب طيب أرودغان والرئيس عمر البشير مدينة ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، وتفقدا مباني أثرية ومساجد رممتها الحكومة التركية. ونفى أردوغان ارتكاب الدولة العثمانية جرائم حرب في الأراضي التي حكمتها، داعياً إلى أن يكون مصير أفريقيا في أيدي أبنائها، واعتبر أن «تركيا والسودان يكافحان الآن الدولة الإمبريالية، وهو ما فعله سلطان دارفور، علي دينار، عبر قتاله إلى جانب الدولة العثمانية». وكان حزب الأمة القومي، أكبر الأحزاب المعارضة في السودان، طالب الرئيس التركي قبل ساعات من وصوله إلى الخرطوم، بأن يعتذر للسودانيين عن «الإرث السيئ» للدولة العثمانية الذي ألحق أذى بالبلاد. وفي كلمة أمام البرلمان السوداني، قال أردوغان: «على رغم العقوبات التي فرضت عليه، إلا أن السودان يتمسك بمواقفه تجاه قضايا الأمة، ما يعد مصدر ثقة لتركيا». وأشار إلى أن الاتفاقات التي وقعها مع البشير، وأهمها لإنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي يجتمع سنوياً بالتناوب بين الخرطوموأنقرة، وأخرى في قطاعات الزراعة والاقتصاد والدفاع، ترسم خريطة طريق لمستقبل العلاقات بين البلدين. وأمل الرئيس التركي بأن تنضم الحركات المسلحة وأحزاب المعارضة السودانية إلى الحوار الوطني من أجل تحقيق سلام «يجعل السودان ضمانة لأمن أفريقيا وسلامتها». وتابع: «قلوبنا معكم، ولا تنسوا أن أكثر من 80 مليون تركي يقفون معكم». وأشاد بوقوف السودان مع تركيا خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز (يوليو) 2016، «إذ كان الرئيس البشير أحد أوائل رؤساء الدول الذين اتصلوا بي للتنديد بالمحاولة. ونشكر حكومة السودان وشعبه على مكافحته منظمة غولن» التي تتهمها أنقرة بالوقوف خلف الانقلاب. وتابع: «أسعدني إغلاق سلطات السودان مدارس لمنظمة غولن الإرهابية التي تمثل خطراً وتهديداً لنا».