أعلنت الخرطوم أمس، أنها بصدد مراجعة اتفاق التعاون في مكافحة الإرهاب مع الولاياتالمتحدة المستمر منذ 14 عاماً احتجاجاً على جمود العلاقات السياسية بينهما. وأفاد مصدر مأذون له في وزارة الخارجية السودانية بأن «السودان سيظل ملتزماً بمحاربة ومكافحة الإرهاب بما يتناسب مع أمنه القومي ومصالحه العليا وفق المواثيق والمعاهدات الدولية»، موضحاً أن لبلاده دوراً إقليمياً مركزياً في التصدي للإرهاب ومحاربته. وأوضح المصدر ذاته أن «السبب في اتخاذ هذا القرار هو أن العلاقات الثنائية التي ينبغي أن تشكل الإطار السياسي العام لهذا التعاون، لا تتناسب مع روح التعاون التي يبديها السودان في هذا المجال مع الولاياتالمتحدة». وأشار إلى أن أميركا ظلت تصنف السودان دولةً راعيةً للإرهاب منذ عام 1993 على رغم التعاون الذي تقره وتعترف به سنوياً. كما تشدد واشنطن عقوباتها الاقتصادية على الخرطوم وتطارد وتعاقب البنوك والمؤسسات المالية التي تتعامل معها. وتقف أمام محاولات السودان الحصول على تمويل ومنح مالية من مؤسسات التمويل الدولية، فضلاً عن مواقفها السلبية تجاه السودان في المنظمات الدولية، بخاصة في مجلس الأمن. ويتعاون السودان مع الولاياتالمتحدة في مجال مكافحة الإرهاب منذ عام 2000. ولطالما أشادت تقارير الخارجية الأميركية السنوية عن حالة الإرهاب في العالم بتعاون السودان ووصفته ب «الشريك القوي والفعّال في مكافحة الإرهاب»، ولكن على رغم ذلك رفضت الإدارة الأميركية طلبات السودان المتكررة لرفع اسمه من لائحة الدول الراعية للإرهاب، متحججةً بذرائع سياسية واهية. كما لا تزال واشنطن تمانع تحسين وتطوير العلاقات الثنائية مع الخرطوم، على رغم التلميحات السودانية المتعددة إلى أنه لا يجد مسوغاً للاستمرار في هذا التعاون في ظل العلاقات الثنائية المتوترة وإصرار واشنطن على إبقاء اسمه على لائحة الإرهاب. من جهة أخرى، أعلنت أسر الناشطين السودانيين الثلاثة محمد صلاح، وتاج السر جعفر ومعمر موسى عن إطلاقهم ليل أول من أمس، بعد أن أمضوا 61 يوماً في الاعتقال، حيث تعرضوا للتعذيب، وفق ما أعلنت أسرهم في مؤتمر صحافي عقدوه الأسبوع الماضي. وتأتي الخطوة بعد ساعات على تأكيد الرئيس السوداني عمر البشير أمام أعضاء «آلية الحوار الوطني» التي تضم أحزاباً في الموالاة والمعارضة، بعدم التراجع عن إطلاق الحريات، التي اعتبر أنها «التزام سياسي وأخلاقي». في المقابل، أعلن مسؤول في حزب المؤتمر السوداني المعارض أن قوات الأمن اقتحمت مساء أول من أمس، مقر الحزب في مدينة النهود في ولاية غرب كردفان وأوقفت 6 من قياداته، بينهم الأمينة العامة سامية كير. وقال الناطق باسم الحزب بكري يوسف إن قوات الأمن اقتحمت مقر الحزب في المدينة، حيث تجمهر المئات من أنصار الحزب للاحتفال بإطلاق الأمينة العامة، بعد أسبوعين على اعتقالها، إلا أن قوات الأمن اعتقلتها مجدداً إلى جانب 5 آخرين من قيادات الحزب واقتادتهم إلى مكان مجهول. وتعتقل السلطات الأمنية رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض إبراهيم الشيخ منذ 8 حزيران (يونيو) الماضي، على خلفية انتقادات وجهها إلى قوات الدعم السريع التابعة إلى جهاز الأمن.