عززت ميليشيات الحوثيين الإجراءات المتعلقة بمنع مغادرة صنعاء، لتفادي انتقال مزيد من الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، فيما دعا علماء دين يمنيون إلى التوحد في مواجهة الميليشيات. وكشف محمد المسوري محامي علي صالح، أن قطر ساهمت في شكل كبير بتقديم معلومات إلى الحوثيين، مستغلة وجودها ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ما سهَّل للميليشيات الحصول على معلومات تساعدها في تجنب مواقع القصف. وقال المسوري في تغريدات على حسابه في «تويتر» أمس: «كان حول صالح بعض الخونة والمتساهلين، الذين كانوا ينقلون إليه معلومات خاطئة وينكرون أي تدخل إيراني». وأضاف أنه ابلغ الرئيس السابق بأمور اطلع عليها، «لكن الخونة الحوثيين كان تأثيرهم أكبر، ولولا هذا التأثير لما غُدر به واستشهد مع الأمين (عارف زوكا)». وأحكم الجيش الوطني السيطرة على مواقع الميليشيات في عمق صعدة (معقل الحوثيين)، وطهر كامل مديريات بيحان في شبوة من الميليشيات، كما أعلن سيطرته على مواقع استراتيجية في محافظة البيضاء. وأشارت تقارير إلى أن «الميليشيات كثفت إجراءات منع سكان صنعاء من السفر إلى محافظات تسيطر عليها الحكومة الشرعية، واشترطت عليهم أخذ إذن من مسؤولي الأحياء». ويحاول الحوثيون بهذه الخطوة فرض الرقابة والإقامة الجبرية على بقية قيادات حزب المؤتمر الشعبي (الموالي لعلي صالح) الذين نجح عدد منهم في مغادرة العاصمة وإعلان انضمامهم إلى الشرعية خوفاً من الملاحقة. ولجأت وكيلة وزارة الشباب والرياضة في ما يسمى حكومة الانقلاب الحوثية، عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام في اليمن نورة الجروي، إلى الحكومة الشرعية اليمنية. وأكدت في تصريح بعد وصولها مأرب، أنها واجهت انتهاكات من الحوثيين في صنعاء بعد قيادتها الاحتجاجات النسائية لتسليم جثة علي صالح. ودعا علماء دين يمنيون أمس، القبائل والسياسيين والأحزاب إلى التوحد في مواجهة ميليشيات الحوثيين، واعتبروا أنها أصبحت «عدواً للجميع». وطالب عضو هيئة علماء اليمن والبرلماني السابق الشيخ عبدالله صعتر، منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية والدول الإسلامية والعلماء والأحزاب والقبائل ورجال الإعلام والنقابات والمنظمات والمواطنين، ب «الوقوف صفاً واحداً قبل أن يلحق الأحياء بمن قتلتهم إيران وميليشياتها». وأوضح صعتر: «نحن اليوم أمام خطر يهدد وجودنا جميعاً، ولا بد من مواجهته بصف موحد على رغم الجروح والألم». وشدد عضو رابطة علماء عدن الشيخ جمال السقاف، على أن الاصطفاف خلف الشرعية لاستعادة الدولة ومؤسساتها، فرض شرعي وواقع ضروري، قائلاً إن «على الجميع الانضمام إليها، للوقوف صفاً واحداً أمام المدّ الإيراني والخطر الحوثي العابث بمقدرات الوطن، والقاتل كوادره». وتقدم الجيش اليمني نحو منطقة شتار التابعة لمديرية نعمان في البيضاء، بعد سيطرته على مواقع هامة في صعدة. وقال قائد محور بيحان اللواء مفرح بحيبح لموقع «سبتمبر.نت»، إن «قوات الجيش خاضت اليوم (أمس) معركة ضارية مع المليشيات الانقلابية تكللت بتحرير كامل بيحان»، مؤكداً أن «الجيش بات على مشارف عقبة القنذع الفاصلة بين بيحان والبيضاء»، فيما أكدت مصادر عسكرية أن «الحوثيين تكبدوا عشرات القتلى والجرحى خلال المعارك». ويعد انتقال المواجهات ضد الحوثيين إلى البيضاء تقدماً ميدانياً مهماً، وسط توقعات بأن تتسم عملية تحريرها بالسهولة. وشنت مقاتلات التحالف العربي غارتين استهدفتا منصة إطلاق صواريخ كاتيوشا في منطقة موقس في البيضاء والمحاذية لبيحان. وكان الجيش اليمني سيطر على «تبّة القنّاصين» الاستراتيجية في جبهة نهم شرق صنعاء. وأفادت قناة «سكاي نيوز عربية» بأن غارة للتحالف استهدفت منزلاً كان يتحصن فيه ثلاثة خبراء في الاتصالات وصناعة المتفجرات من «حزب الله»، يرافقهم سبعة حوثيين قرب منطقة حرض في محافظة حجة على الحدود مع المملكة العربية السعودية، ما أدى إلى مقتلهم.