سجل الجيش الوطني اليمني انتصارات في محافظة شبوة جنوب اليمن أمس، وحرر مديرية عسيلان ومدينة في مديرية بيحان، واستعاد قاعدة عسكرية استراتيجية من جماعة الحوثيين، فيما قصف طيران التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، مواقع مهمة للحوثيين في صنعاء والحديدة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 50 قتيلاً في صفوفها. وكلف زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي عدداً من كبار معاونيه بملف اجتثاث حزب الرئيس علي عبد الله صالح (المؤتمر الشعبي العام) بعد اغتياله أوائل الشهر الجاري. وأشارت معلومات إلى انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات الحوثية على مختلف الجبهات أمس، إذ استعاد الجيش السيطرة على مديرية عسيلان والجزء الأكبر من مديرية بيحان المجاورة حيث حرر مدينة «النقوب» وبلدات الصفحة ومفرق السعدي وقرون بن سبعان، وسيطر على قاعدة «مبلقة» العسكرية الاستراتيجية، التي تعد موقعاً مهماً لإمداد الميليشيات وتدريبها في محافظة شبوة. وباتت قوات الجيش متمركزة في جبل ريدان الفاصل بين المديريتين. وأشار مدير عام مديرية عسيلان علي الحجري في حديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ)، إلى «هروب عناصر الميليشيات باتجاه عقبة القنذع، التي تربط بيحان بشبوة، تاركة عشرات القتلى والجرحى» وراءها. ولفت إلى محاصرة الجيش بعض جيوب الحوثيين في حيد بن عقيل والسليم والصفراء، قائلاً: «لا سبيل لنجاتهم من الموت المحقق إلا بالاستسلام». وأفادت قناة «العربية» بأن معظم مناطق بيحان تحررت باستثناء قرى صغيرة، وذلك لحرص الجيش اليمني على حياة المدنيين المتواجدين هناك. من جهة أخرى، أشارت وكالة «فرانس برس» إلى سقوط 28 قتيلاً وعدد من الجرحى في صفوف الميليشيات في غارات للتحالف استهدفت مواقع عدة للحوثيين جنوب مدينة الحديدة. فيما أبلغ شهود وكالة «رويترز» بأن «مستودع أسلحة للحوثيين في العاصمة صنعاء قصفه طيران التحالف»، ولم ترد تقارير عن ضحايا. وكلف عبد الملك الحوثي رئيس ما يسمى ب «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصماد، ورئيس «الاستخبارات العسكرية» أبوعلي الحاكم، بملف اجتثاث «المؤتمر الشعبي العام». ولم يصدر موقف واضح عن قادة حزب المؤتمر وكوادره في صنعاء ومحافظات يسيطر عليها الحوثيون، ومن بينهم معتقلون أو خاضعون لإقامة جبرية، إضافة إلى متوارين عن الأنظار أو ملتزمين الصمت خوفاً من بطش الحوثيين. لكن ثمة مفاوضات «سرية» تجريها الجماعة الانقلابية مع كوادر في الحزب بهدف إخضاعه لإرادتها واختراقه ومصادرة قراره السياسي. وأكدت مصادر متطابقة في حزب المؤتمر تمكنت من مغادرة صنعاء أخيراً إلى مناطق آمنة، أن الصماد وأبو علي الحاكم ينفذان توجيهات زعيم الجماعة لجهة اجتثاث الحزب، وأشارت المصادر إلى «مئات القرارات الصادرة منذ اغتيال علي صالح بإقالات جماعية لكوادر المؤتمر من مناصب عليا وتنفيذية ووظائف رئيسية في مؤسسات الدولة، وإحلال عناصر حوثية بطابعها الفكري (المذهبي) وانتمائها السلالي». كما لفتت المصادر إلى أن «معتقلات الميليشيات مليئة بقادة المؤتمر وأعضائه من مختلف الفئات الاجتماعية، وأن الحوثيين يواصلون نسف منازل العشرات من الناشطين الموالين لعلي صالح في كثير من المناطق، إضافة إلى عمليات إعدام جماعية بحق ضباط وجنود ورجال قبائل وأعضاء في المؤتمر ساندوا الرئيس الراحل في انتفاضته الأخيرة ضد الانقلابيين». وتحدثت مصادر عن أن تغييرات جذرية تجريها الميليشيات في الأجهزة الأمنية لمصلحة منتمين إليها، وكذلك في دوائر المؤسسة العسكرية ووحداتها ومفاصلها، وإخضاع من يعلن الولاء للجماعة وزعيمها إلى دورات تأهيل فكري.