انقسم المواطنون اليمنيون امس، وكما يجرى كل جمعة منذ ثمانية أسابيع، بين شعارين ل»صلاة واحدة»، الاول المطالبة باسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح والثاني تأييد الرئيس والانتقال السلس للسلطة، او بين قبول المبادرة الخليجية او رفضها او تعديلها. واستشهد صالح في كلمة امام مئات الالاف من انصاره بانه الشرعية المنبثقة عن انتخابات عامة ووصف المعارضة التي قال انها اقلية، ب»قطاع الطرق». ولم يتطرق الرئيس الى دعوة اللقاء الأول للعلماء والشيوخ والشخصيات، الذي عُقد في صنعاء برئاسة صادق عبد الله الاحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد، الى استقالة الرئيس فوراً. وكان مئات الآلاف من اليمنيين اندفعوا، مثل كل يوم جمعة، إلى ساحات وميادين الاعتصام في صنعاء وعدد من المحافظات لأداء صلاة «جمعة الإصرار» مطالبين برحيل الرئيس صالح، وإسقاط منظومة حكمه، والتعبير عن رفض المبادرة الخليجية ما دامت لا تنص صراحة على تنحيه فورا، أو تتضمن حمايته واركان نظامه من أي ملاحقات قضائية على خلفية الاعتداءات التي ارتكبتها قوات الامن ونفذها انصار النظام ومؤيدوه ضد المحتجين. وحضر الرئيس امس مهرجاناً احتشد فيه مئآت الآلاف من انصاره ومؤيديه في ميدان السبعين بعد اداء صلاة «جمعة الحوار» في ميدان التحرير وسط العاصمة رافعين شعارات «نعم للحوار، وللشرعية الدستورية «ولا «للفوضى وقطاع الطرق»، وهاتفين تأييداً للرئيس الذي اتهم في كلمة أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاءالمشترك» بالتآمر ووصفهم ب»قطاع الطرق». واستشهد الرئيس ب»ملايين المؤيدين والانصار» الذين خرجوا لتأييد الشرعية الدستورية ممن أختاروه في الانتخابات الرئاسية العام 2006. واتهم صالح، أحزاب «اللقاء المشترك» بترويج الأكاذيب عبر الفضائيات، وقطع الطرق لمنع وصول المشتقات النفطية وقاطرات الغاز إلى العاصمة والمدن والمحافظات الأخرى، التي تشهد أزمة حادة في مادة الغاز المنزلي منذ اسابيع، في وقت توجه أحزاب المعارضة الاتهامات الى السلطة باحتكار مادة الغاز وتوزيعها عبر عُقال الحارات ممن يحملون بطاقات الحزب الحاكم. ودعا الرئيس إلى عدم الاختلاط في تظاهرات التأييد، «لأن الشرع يحرمه»، وقال إن «هذه الحشود الجماهيرية المليونية، الذين يحضرون إلى هذه الساحات ليقولوا نعم... نعم... نعم للشرعية الدستورية، أنما يمثلون رأي غالبية أبناء الشعب الذين قالوا في الانتخابات الرئاسية نعم للحرية والديمقراطية ونعم لعلي عبدالله صالح رئيساً للشعب اليمني العظيم وأن الجماهير الموجودة في شارع الجامعة (ساحة التغيير امام جامعة صنعاء) هي جماهير أحزاب المعارضة وقال بأنها عكست حجمها كأقلية في مختلف الانتخابات وآخرها الانتخابات الرئاسية». وفي ساحة التغيير أدى مئات الاف المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام صلاة «جمعة الإصرار»، وتكرر المشهد في ميادين وساحات التغيير والحرية في 15 محافظة ومدينة لتأكيد إصرارهم على استمرار اعتصاماتهم وفعالياتهم الاحتجاجية حتى سقوط نظام الحكم في البلاد. وحض خطيب الجمعة في ساحة التغيير المعتصمين على الصبر والثبات والإصرار على مطالبهم، متهماً علي صالح بالكذب في إدارته لشؤون البلاد، كما صلى المعتصمون على أول شهداء الفرقة الأولى مدرع المقدم عبدالله الشرعبي الذي قُتل في جولة عمران إثر مواجهات وقعت الأربعاء الماضي بين قوات من الفرقة المدرعة وشرطة النجدة. في المقابل دعا اللقاء التمهيدي الأول للعلماء والشيوخ والشخصيات، الذي عقد في صنعاء برئاسة الشيخ صادق عبد الله الاحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد، الرئيس إلى التنحي الفوري وإقالة أقاربه من أجهزة الدولة العسكرية والأمنية، وأكد اللقاء، الذي عُقد تحت شعار «التغيير السلمي والانتقال الآمن للسلطة»، في بيان رفض أي مبادرة لا تتضمن تنحي الرئيس صالح فوراً. وأكد البيان تأييد الملتقى ودعمه الثورة الشعبية السلمية، والوقوف بقوة وصرامة مع مطالبها العادلة والدفاع عنها، ودعوة بقية أبناء الشعب اليمني بكل فئاته وشخصياته السياسية والاجتماعية للإنضمام إلى الثورة من أجل التغيير والحرية والكرامة وإقامة مجتمع العدالة والمساواة وبناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون وفقاً لعقيدة الشعب اليمني. وشدد على ضرورة إعطاء الأولوية لحل قضية الجنوب في إطار الدولة الحديثة الموحدة المبنية على أساس المواطنة المتساوية والشراكة الوطنية.