تعهد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عقب صلاة الجمعة في مهرجان جماهيري إثر مطالبات برحيله عن الحكم «بحماية الشعب اليمني بالروح والدم». وقال في كلمة مقتضبة على غير عادته «إن مشاركة الملايين لحماية الشرعية بمثابة رسالة لمن يشكك في موقفنا، وأنا أتعهد بأن أفدي هذا الشعب بالروح والدم»، مضيفا «سنبادلكم الحب بالحب والفداء بالفداء». واسترسل أن ليس عنده ما يرد به على أحد، أو على أي شخص لكنه تمنى عليهم «المعارضة» أن يكون خطابهم حصيفا، وأن لا يتلفظوا بأي كلام غير مسؤول. وتقاطر ملايين المؤيدين والمعارضين لنظام الرئيس علي عبدالله صالح أمس إلى العاصمة اليمنية صنعاء من أكثر من 15 محافظة يمنية في حشد يعد الأكبر من نوعه منذ شهرين . وتدفق على «ساحة التغيير» في جامعة صنعاء عشرات الآلاف من المطالبين برحيل صالح. وردد المطالبون برحيل الرئيس هتافات تطالب بإسقاط النظام، وحملوا لافتات مناهضة. وفي المقابل، تدفق من قدرتهم السلطات اليمنية ب 5 ملايين مؤيد لصالح إلى ميدان «السبعين»، حيث يقع قصره ومسجده الشهير في جنوب صنعاء. وحمل مؤيدو صالح صوره ولافتات تدعو إلى «لا للفتنة ولا للفوضى والتخريب» «نحن بالملايين مع الشرعية الدستورية». وازدحمت شوارع صنعاء بالآلاف من السيارات تحمل مناصري صالح حملوا لوحات المحافظات التي قدموا منها ولافتات وصور الرئيس اليمني، ويهتفون ببقائه. وينظم المعتصمون منذ 3 فبراير (شباط) الماضي مظاهرات في ميدان «ساحة التغيير» أمام جامعة صنعاء، بعدما تخلوا عن دعوتهم للزحف في اتجاه القصر الجمهوري خشية وقوع أعمال عنف في العاصمة حيث تنتشر وحدات من الجيش الذي انضم للمحتجين، والحرس الجمهوري الموالي للرئيس صالح. وشدد المعتصمون أنهم لا يريدون حدوث صدام مع أنصار الرئيس الذين من الممكن أن يكونوا مسلحين، مشيرين إلى أن صالح «يمثل نفسه حاليا، وأنصاره يأتون للتظاهر مقابل مبالغ مالية». وكانت ساحة الاعتصام قد شهدت منذ الأربعاء الماضي زيادة لعدد الخيم المنصوبة، فيما أطلقت دعوات عبر موقع «فيسبوك» الاجتماعي للعصيان المدني كجزء من تصعيد التحركات. ويرفع المعتصمون لافتات تحدد مطالبهم، بينها إسقاط النظام والإعلان عن فترة انتقالية مدتها ستة أشهر. يشار إلى أن صالح فقد تأييد زعماء العشائر ورجال الدين والضباط، لكنه تمكن الجمعة الماضية من جمع حشود ضخمة ما شجعه على عدم التنحي. ومنذ ذلك الحين، وهو يحذر من «صوملة» اليمن وانعدام الأمن ومن أن يلجأ تنظيم القاعدة إلى تصعيد هجماته وأن ينقسم اليمن إلى أربع دول .