هاجم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خصومه في المعارضة المطالبين برحيله وفق المبادرة الخليجية المتعثرة. وقال في الخطاب الذي ألقاه أمس في "جمعة الأمن والاستقرار" إنهم عبارة عن قطاع طرق وخارجين عن القانون ونفر يروج لثقافة الكراهية والبغضاء". وأضاف أن المشروع الذي يحملونه "مشروع لقطع الأيدي والأرجل والرؤوس"، وذلك بعد حادثة قطع لسان شاعر مدح الرئيس في إحدى قصائده، وهي حادثة تنفيها المعارضة وتقول إن ذلك ليس من أخلاقها بل وتتهم السلطة بتدبيرها واستغلالها. وأوضح صالح أمام مئات الآلاف من مؤيديه الذين تجمعوا بميدان السبعين بصنعاء تمسكه بشرعيته الدستورية، متعهدا لمؤيديه ب"الصمود كجبال عيبان وردفان"، وهما أشهر جبلين في صنعاء وعدن، وعدم الرضوخ للمطالب التي تحثه على التنحي الفوري عن السلطة. واعتبر أن الجماهير المحتشدة في جمعة "الأمن والاستقرار" تمثل تجسيدا للإرادة الشعبية التي عبرت عن خياراتها في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2006. وقال الرئيس صالح الذي تخلف عن أداء صلاة الجمعة في أوساط مؤيديه بميدان السبعين لاعتبارات أمنية مخاطبا أنصاره "نعم للشرعية الدستورية لا للتخريب والفوضى، لا للمشروع الانتقامي المتخلف، لا لمشروع الحقد والكراهية والبغضاء من قبل أولئك النفر الخارجين عن النظام والقانون من قطاع الطرق" . وشهدت العاصمة صنعاء وعدد من المدن الرئيسية اليمنية أمس الجمعة مسيرات للسلطة والمعارضة تصدرتها لافتات مؤيدة للرئيس صالح وأخرى مطالبة بتنحيه الفوري ومحاكمته وأفراد أسرته، في مشهد تحول إلى تقليد أسبوعي يتبارز فيه طرفا معادلة الأزمة السياسية على إظهار قدراتهما على حشد الأنصار وتنظيم المسيرات المليونية. وشن خطيب الجمعة بميدان السبعين هجوما حادا على أحزاب المعارضة والمعتصمين المطالبين بتنحي الرئيس صالح وإسقاط النظام، معتبرا أن تعنتهم في التجاوب مع دعوات الحوار وإخضاع الأزمة السياسية القائمة للتفاهم بين أبناء الوطن الواحد يمثل غلوا وفجورا في إبداء الخصومة. وفي المقابل خرج مئات الآلاف في العاصمة صنعاء وأضعافهم في بقية محافظات اليمن للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح تحت إسم "جمعة الوفاء للشعب في الجنوب"، وذلك تضامناً مع القتلى الذين سقطوا في منطقة يافع من قبل قوات الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى سقوط قتلى في محافظة البيضاء. وقال خطيب الجمعة بساحة التغيير إن "الدماء التي سالت في جميع المحافظات قد رسمت حدود الوطن الواحد، وبددت كل محاولات النظام البائسة في بث روح الفرقة والشتات. وقال موجها خطابه لمجلس التعاون الخليجي "إن هذه ثورة شعب وليست أزمة"، مضيفا أن على السياسيين أن يوقعوا على المبادرة وأن تمضي كما تريد. وأكد أن "الثوار لن يبرحوا الساحات حتى لو تم صلبهم على جذوع الأشجار".