تجددت المسيرات الاحتجاجية في مدن أردنية عدة امس من الشمال إلى الجنوب بعد انقطاعها الأسبوع الماضي، وذلك للمطالبة بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية ولإحياء ذكرى هبة نيسان عام 1989 التي أدت إلى إنهاء المرحلة العرفية وإعادة الحياة الديموقراطية إلى الأردن. وخرجت المسيرة الرئيسة امس من الجامع الحسيني وسط عمان بدعوة من أحزاب المعارضة التي حضر قادتها، فيما غاب عنها على غير العادة قادة الصف الأول في جماعة «الإخوان المسلمين». وهتف المشاركون في المسيرة الذين بلغ عددهم ألفي شخص، مطالبين بحل مجلس النواب وتسريع الإصلاح ومحاربة الفساد وملاحقة الفاسدين وإلغاء ضريبة المبيعات ومحاسبة باسم عوض الله، احد المسؤولين الرئيسين الذين صاغوا السياسة الاقتصادية للمملكة في العقد الأول من القرن الحالي، ومحاكمته. وانقسم المشاركون في المسيرة بعد خلاف بين قادة الأحزاب وحركة شباب 24 آذار، على مكان إقامة المهرجان الخطابي، إذ أصر قادة الأحزاب على المسير باتجاه منطقة رأس العين مكان تجمعهم المعتاد، بينما طلب شباب حركة 24 آذار العودة إلى ساحة النخيل بجوار مبنى أمانة عمان لأنهم كانوا يستعدون لإطلاق حفلة فنية بعد المهرجان. ولم يتوصل الطرفان إلى حل فانقسمت المسيرة إلى قسمين. وفي ساحة النخيل في راس العين وسط عمان، نفذت حركة شباب 24 آذار اعتصاماً أكد على المطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي وإصلاح النظام الضريبي ورفع القبضة الأمنية عن الحياة العامة، ووزعوا بياناً يحمل مطالبهم التي تتلخص في حل مجلس النواب وإجراء انتخابات جديدة بقانون جديد ورفع القبضة الأمنية وإشاعة الحريات العامة ومحاكمة الفاسدين. وسار العشرات من الشباب المناهضين للاحتجاجات في مقدمة المسيرة الحزبية، رافعين صور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والأعلام الأردنية، فيما شكلت قوات الأمن حاجزاً فاصلا بين الطرفين، وانتهت المسيرة من دون أي احتكاك. وفي معان، انطلقت من مسجد المدينة مسيرة شارك فيها 150 شخصاً لإحياء ذكرى هبة نيسان التي انطلقت من مدينتهم، وهتفوا ضد الفاسدين، مطالبين بفتح ملفات الفساد والخصخصة. كما انطلقت مسيرة في المزار الجنوبي في محافظة الكرك بمشاركة نحو 300 شخص سار في مقدمهم المعارض ليث شبيلات لإحياء ذكرى هبة نيسان والمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد، ثم اعتصم المتظاهرون أمام مسجد جعفر في المدينة مطالبين بالإصلاحات السياسية ومكافحة الفساد وإجراء تعديلات دستورية وصولاً إلى حكومات منتخبة ومجلس نيابي منتخب وفق قانون انتخاب عصري وحل مجلس النواب. وتخلل الاعتصام مهرجان خطابي تحدث فيه عدد من قيادات الحركة الإسلامية في المحافظة الذين كرروا مطالب بقية المسيرات بحل مجلس النواب وتعديل قانون الانتخاب ورفع القبضة الأمنية وإطلاق الحريات. وكما في عمان، تظاهر في مكان الاعتصام مجموعة من الشباب الذين هتفوا ضد المعتصمين وحال التدخل الأمني دون وقوع اشتباك. واعتصم عشرات من الحزبيين في اربد والزرقاء ورفعوا شعارات مشابهة لمسيرات معان وعمان والكرك. ونفذت شبيبة حزب الوحدة الشعبية في اربد (شمال) اعتصاماً رمزياً أمام مسجد اربد الكبير للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية وتشريعية. وطالب المعتصمون بإلغاء قانون الصوت الواحد واتباع سياسات مالية محددة لخفض عجز الموازنة بانتهاج الضريبة التصاعدية ومحاربة الفساد، مشيرين إلى أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية خلال المرحلة الحرجة التي يمر بها الأردن.