كادت هند تحمل لقب «مطلقة» والسبب عباءة اقتنتها، إذ إن بعض أجزائها مطرزة باللون الأخضر، ما استفز زوجها، فهددها بالطلاق، معتبراً الأجزاء الخضراء في العباءة جريمة لا تغتفر في حقه وفي حق نفسها ودينها، فلم تجد بداً من رميها، وشراء أخرى سوداء بالكامل. تقول هند: «أصبح وجود التطريز الملون في العباءة أمراً شائعاً، ولا يستنكره المجتمع، فقلما نجد امرأة ترتدي عباءة سوداء بالكامل، وإن وجدت؛ فغالباً ما تكون لديها عباءة ملونة»، وأبدت هند عدم فهمها لسبب اعتراض زوجها على العباءة «إلا أنه أكد على حرمة ما فعلته، لأن العباءة تلفت انتباه الرجال ليّ». ولم تصل فاطمة عبداللطيف إلى المستوى الذي وصلت إليه هند، حين اشترت عباءة كتف للمرة الأولى، ولكن زوجها اعترض وهدد وتوعد إن قامت بارتدائها، وأشارت إلى أنه رضخ للأمر الواقع بالتدريج، بعد مشاهدته معظم النساء يرتدين هذه النوعية من العباءات في الشوارع والأسواق، بل إن بعض الفتيات أصبحن يرتدين فساتين سوداء ضيقة مزركشة، يطلق عليها مجازاً «عباءة». وأضافت: «لقد اقتنع زوجي بعباءة الكتف الفضفاضة، وإن حملت ألواناً بسيطة، وإقناعه لم يكن مسألة سهلة، إذ استغرق مني سنوات. وكان يبرر رفضه بأنني سأبدو لافتة للانتباه حين ارتدي عباءة على الكتف تحمل ألواناً، إلا أنه اقتنع لاحقاً بأن ما أرتديه لا يعد لافتاً، مقارنة بما نراه من عباءات خرجت عن سبب ارتدائها، وهو الستر». ولا تكمن مشكلة زينب، في العباءة بل في النقاب، الذي جعلها تكره التوجه إلى الكورنيش لتناول وجبة هناك، لأن ساعات الاستجمام والراحة المفترضة ستتحول إلى تعاسة، بحسب قولها، مضيفة «لا يسعني أن أرفع النقاب عن وجهي، ليتسنى لي تناول الطعام، فهذا الأمر مرفوض لدى زوجي، وهو يرفض النقاش فيه»، مبينة أنه «يعتبر كشف الوجه أمراً محرماً». أما بشير، وهو هندي الجنسية، ويعمل في خياطة العباءات منذ نحو 25 عاماً، فيقول: «إن عباءة الرأس لا تزال تلقى رواجاً، ولكن ليس بكثرة كما كان عليه الإقبال في السابق»، ويلفت بشير إلى أن لعباءة الرأس «أماكن مخصصة، مثل المدارس، أو المشاركة في التعزية، في حال وفاة أحد المعارف أو الأقارب، أما عباءة الكتف؛ فهي الأكثر رواجاً، وغالباً ما تقوم المرأة بخياطة عباءتين، واحدة رأس والأخرى كتف». وأضاف: «إن المرأة تتفنن في ألوان عباءتها، إلا أنني أرفض تضييق العباءات، فعندما تطلب مني زبونة أن أضيق العباءة، لا أستمع لها، ما يجعل بعضهن يغضبن مني».