انتشرت في المنتديات وفي الجرائد الصحف احاديث عن الفتوى التي اطلقها فضيلة الشيخ د. سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا ، وهي فتوى شرعية تحرم ارتداء ولبس وتصنيع العباءات النسائية المطرزة بالوان زاهية. الفتوى الشرعية التي اطلقها الشيخ الفنيسان كان السبب من ورائها ما لوحظ مؤخرا في الاسواق والمراكز التجارية الكبيرة والمحلات عرض لموديلات وتصاميم لعباءات هي اشبه بالفساتين ان صح التعبير بذلك، فالعباءة الفضفاضة اصبحت ضيقة جدا، والتطريز الاسود الذي كان يزين العباءة كنوع من انواع الجمال عليها، اصبحت تشغل بالالوان الزاهية والبراقة او المرصعة والملونة كل على حسب التصميم وذوق المرأة في اختيارها ومن ثم شرائها. في التحقيق التالي.. ماذا تقول الفتيات المتهمات بشرائهن لمثل هذه العباءات وارتدائهن لها في كل مكان.. الامر الذي يحرك غريزة الشباب فيتعرضن للتحرش والمعاكسة.. وما هو رأي المجتمع في ذلك واصحاب المحلات التي تصنع هذه العباءات؟ يدافعن عن أنفسهن تدافع الشابات (الشريحة المستهدفة للاتهام) عن انفسهن بسبب ارتدائهن للعباءات الملونة، ويعللن الاسباب بان عباءة جدتنا وامنا قد ذهبت مع الزمن، وهذا ما تؤكده الشابة الجامعية اروى التي قالت مدافعة: دائما ما تضعون اللوم علينا نحن الشابات وكأننا الفئة المستهدفة دائما لوضع الاخطاء عليها، والفتوى التي قرأت عنها في المنتديات المختلفة اصابتني بالاحباط فكل شيء ممنوع ولا يجوز، ولا يجب ان تفعل الفتاة كذا او ترتدي هذا، وتمتنع عن ارتداء ذاك، هي جملة من الممنوعات المحرمة التي نسمعها باستمرار، انا لا انكر بان البعض من الفتيات تحديدا تجاوزن حدودهن في ارتداء عباءات ملفتة للنظر، لكن ماذا نفعل هذا هو الواقع الذب بات يفرضه علينا ما يعرض في الاسواق التي اصبحت تعرض هذا اللون الجديد والتصاميم الرائعة التي تزغلل عيوننا.. وتجعلها جميلة في نظرنا فنضطر الى شرائها اسوة بغيرنا التي تشترتيها وترتديها. وعن نفسها تقول مدافعهة بامانة حقيقة انا لا انكر اشتريها ولكنني اعرف الاماكن التي سوف ارتديها، وهي الاماكن والتجمعات النسائية بعكس البعض منهن هداهن الله ان بعض الفتيات يقمن متعمدات بلبسها وهن في الاسواق او ذهابهن الى المراكز والمولات التجارية الكبيرة اللافتة للنظر وحتى في المستشفيات اصبحنا نشاهد هذه العباءات الملونة تدخل هذه الأماكن، بل وازيد من الشعر بيت، اني بعيني شاهدت بعض الفتيات يدخلن المسجد للصلاة بعباءات لافتة للنظر بسبب الوانها وشكلها وهذا بنظري خاطئ فلكل مكان لباس نرتديه حتى لا نثير حفائظهن او غرائزهم، وهذا هو رأيي في هذه الفتوى. عباءة جدتنا لا تناسبنا وببعض التحفظ ترى الشابة نوف التي هي من انصار ارتداء العباءات الملونة على فتوى الشيخ الفنيسان بحجة ان عباءة جداتنا لا تناسب عصرنا وكذا مجتمعنا الذي تغير تغيير كامل، لدرجة انه لو ارتديت الفتاة فستان عادي في مناسبة ما يضحكون عليها وينعتوها بالمتخلفة في ذوق الأزياء وما الى ذلك، وتضرب نوف مثال تقول فيه: كنا في مناسبة خاصة انا وصديقاتي وتحديدا لحضور غمرة احدى الصديقات، وهناك لاحظنا فتاة ترتدي فستان أشبه ما يكون بالخيمة واسع وبكم طويل ومقفول حتى الرقبة، فأخذنا نضحك عليها وعلى موديل فستانها الذي يعود لأيام جداتنا حتى ان احدى الصديقات علقت على ذلك بأننا اليوم في عصر الفساتين المفتوحة والقصيرة، عصر الموديلات الراقية وليست المتخلفة، فما بالها لو كانت ترتدي هذا الفستان على انه عباءة. الشابة علياء محمد تقول مدافعة: انا لست ضد هذه الفتوى التي ذكرتيها رغم اني فوجئت بها منتشرة في المواقع وفي الصحف وحاولت ان اقول لنفسي بانها لا بد من انها دعابة ليس الا، لكني فوجئت في احدى الصحف منشورة هذه الفتوى وعليها صورة الشيخ الفاضل، وحقيقة ان الفتيات اليوم تمادين في اختيار التصاميم والالوان على عباءاتهن واعتقد ان السبب الدعايات والاعلانات التي نراها على واجهات المحلات الخاصة بالعباءات مما يجعل الفتاة عرضة للاغراء لشراءها واقتنائها تمهيدا لارتدائها في المناسبات الخاصة. رحم الله عباءات زمان تلتقط طرف الحوار والدة علياء محمد التي كانت حاضرة معنا هذا الحوار، حيث تقول مترحمة على عباءات زمان: لقد كانت تلك العباءات التي كنا نرتديها تحافظ علينا من اعين الشباب الذين كانوا يتمنون رؤية شيء بسيط منا دون جدوى، فالعباءة اشبه ما تكون بالخيمة وسيعة جدا، وباكمام طويلة وذيل طويل يجعل من الصعب على احد معرفة ابنة من هذه، حتى ان الاب او الزوج قد يخطئ في التعرف عليها في الشارع لعدم ظهور شيء منها. واتذكر قصة وقعت لها عند ما كانت شابة حيث انها كانت في احدى المرات في السوق مع جارتها وهو سوق شعبي صغير عكس الاسواق الآن حيث المكان الذي نتوه فيه من كبره، المهم شاهدت والدي يمر من امام احد الدكاكين التي كنا نشتري منها القماش فركضت خلفه انادي عليه بصوت خافت حتى لا يسمعه من في الشارع لان صوت المرأة في الشارع ممنوع. وفي اعتقادي بان والدي يعرفني من مشيتي او هيتئتي الخارجية لكني فوجئت به يتوقف فجأة دون ان يلتفت علي وفي صوته نبرة حادة تطلب مني التوقف، وعدم ملاحقته، فضحكت كثيرا وانا اقول له ابي ان فلانة ابنتك، فالتفت الي ليتأكد مني بعد ان سمع صوتي وضحك والله يا بنتي ما عرفتك، وهذا يدل على ان عباءة زمان كانت تمنع سرقة اي شيء منا اذا رغب احد العابثين ذلك، عموما اليوم لم يعد كالامس فكل شيء تغير فيه، فلم لا تتغير العباءات ايضا، خاصة وان المستورد اصبح بين ايدينا وبارخص كثيرا مما لو كنت اشتريتها من الخياطة التي تقوم بتفصيل هذه العباءات بسعر اغلى من الجاهز، لذا تجين الاقبال على المعروض ارخص واسهل بل واجمل في الموديل لترتديه الفتيات دون عناء الانتظار للتفصيل. نخيط ما يُطلب منا ذلك بلا شك ان لمصممات الازياء وتحديدا العباءات رأي في الاتهام الموجه اليهن بانهن يفصلن العباءات الملفتة للنظر تقول مصممة الازياء غالية بانافع صاحبة بوتيك للازياء: ان الوضع الطبيعي هو ان تاتي الفتاة الى المشغل وتطلب تصميم عباءة بطريقة خاصة، فقد تحضر معها عباءة عليها التصميم الذي ترغب ان يعمل لها نفسه، او تحضر بصورة قصتها من مجلة ازياء وترغب بمثله ولكن على شكل ضيق، او بمواصفات معينة كاختيار لون العباءة من الاسود الليلي الغامق الى الاسود الفحم، اوالاسود الرمادي الفاتح، وعلى حسب الخامة التي ترغبهاهل هي شيفون بالحرير، او حرير سادة، او تفتا مع حرير وشيفون، او خلافه، بعدها تقوم بوضع تفاصيل الموديل الذي اختارته مسبقا على مقاسها الذي نقوم باخذه لكي نستطيع الخياطة عليه. وتضيف مصممة الازياء صحيح اننا نضع مجموعة من العباءات الجاهزة على المانيكان للعرض، والطلب عليها اذا اعجبت احدى الزائرات للمشغل فتقوم بشرائه، لكن في الحقيقة ان اغلب النساء عادة يقمن باختيار تصاميمهن بانفسهن في العباءات خاصة الشابات اللاتي يطلبن اضافات كثيرة عند تصميم موديل العباءة التي تريدها ان تتناسب مع المناسبة التي ستذهب اليها، ولكي تتباهى بها امامهن. سألناها.. وكم تقدر ثمن العباءة المفصلة عادة.؟ تقول بانافع.. هذا يعتمد على الموديل والشغل الذي فيه، بمعنى ان هناك موديلات لا تأخذ منا الكثير من الوقت والجهدن في حين ان هناك اخرى تأخذ معنا الكثير من الوقت ومن القماش وهذا يعتمد على قيمة القماش ايضا فهناك القطع الغالية الثمن، واخرى تتراوح قيمتها حسب فخامة القطعة، واحيانا تحضر لنا الزبونة ومعها القماش الغالي، وتطلب فقط خياطتها بعد اختيار التصميم من عندنا، لذلك لا نستطيع ان نقيس قيمة الفستان بالفساتين الاخرى. وتشير بانافع لنقطة هامة.. بان المعروض الجاهز في الاسواق ليس كالتفصيل، فهو سريع التلف وتغيير لون القماش لانه رخيص ولكن التفصيل يظل كما كان لونه لان القماش غالي الثمن ومصمم تصميما حسب نوعية الخامة التي تشتريها المرأة. وتختتم رغم اني مصممة ازياء فساتين وعباءات الا اني لا احب تلك التي يعرضها الباعة في المحلات فالعباءة وان كانت جميلة الشكل والموديل من الخارج الا انها لونظرنا للخامة القماش لنراها رديئة وتتلف مع اول او ثاني غسلة، بجانب الاشياء التي يستعملها الخياط في خياطة العباءة والمطرزات الباهتة التي وان تسحر العيون ببريقها، لكنها سرعان ما تقع بعد عدة استعمالات ومثلها الالوان الخيوط التي يتم تطريزها بها، لذا نجد ان النساء وان بهرتهن هذه العباءات اللافتة، لكنهن يفضلن التفصيل بمواصفاتهن انفسهن، لكي يضعن لمساتهن الانثوية عليها التي تجذب من يراها ترتديه، واقصد بذلك من تراها البنات من جنسها.