يبدو أن الثورة المصرية ستطاول عدداً من المخرجين العرب الذين تواجدوا في القاهرة بكثرة خلال الأعوام الماضية كمخرجين لكثير من المسلسلات التاريخية والاجتماعية والكوميدية، وأثبتوا من خلالها كفاءة على رغم أنهم يصورون أعمالهم بكاميرا سينمائية، ما جعلهم يحققون معدلات تصوير عالية مقارنة بالمصريين الذين يصورون بثلاث كاميرات ويتقاضون أجوراً تفوق أقرانهم العرب. إذ قرر المسؤولون عن الإنتاج الدرامي، وبخاصة في الجهات الحكومية، ممثلة في قطاع الإنتاج وشركة «صوت القاهرة» ومدينة الإنتاج الإعلامي، الاستعانة بالمخرجين المصريين الذين تظاهر عدد كبير منهم طوال الأيام التي تلت تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في مبني التلفزيون «ماسبيرو» وطالبوا بمنحهم الفرصة بدلاً من حال البطالة التي يعيشونها، والتي دفعت بعضهم إلى الجلوس في منازلهم أو التوجه الى إخراج البرامج بدلاً من المسلسلات. ونزولاً عند رغبتهم استبعد عدد من المخرجين العرب ممن كانوا يحضرون لإخراج عدد من المسلسلات المصرية في الفترة المقبلة، ويأتي في مقدمهم المخرج محمد عزيزية الذي كان مرشحاً لإخراج مسلسل «شجرة الدر» من تأليف يسري الجندي وبطولة سلاف فواخرجي التي وافقت على بطولته بعد انسحاب غادة عادل. وكان عزيزية أخرج في السابق مسلسلي «قضية رأي عام» و «في أيد أمينة» من بطولة يسرا. كما استبعد المخرج الأردني عباس أرناؤوط من إخراج مسلسل «أهل الهوى» الذي يتناول قصة حياة الشاعر بيرم التونسي، من تأليف محفوظ عبدالرحمن ورشح لبطولته تيم الحسن. تكرر الأمر ذاته مع المخرج محمد زهير رجب الذي شارك في رمضان الماضي في إخراج مسلسل «ملكة في المنفي» لنادية الجندي، ومن قبله «أنا قلبي دليلي» لصفاء سلطان عن حياة الفنانة ليلي مراد، إذ كان مرشحاً لإخراج مسلسل جديد بعنوان «عابر سبيل» مأخوذ عن رواية «ابن زريق البغدادي» للدكتور البحريني أحمد الدوسري وسيناريو وحوار مراد منير. وهو ما تكرر مع باسل الخطيب الذي أخرج من قبل مسلسلات «ناصر» لمجدي كامل ولقاء الخميسي عن حياة الرئيس جمال عبدالناصر و «أدهم الشرقاوي» لمحمد رجب ونسرين الإمام ودوللي شاهين و «أنا القدس» لفاروق الفيشاوي وعابد فهد، علماً أنه كان رشح لإخراج مسلسل يتناول قصة حياة المناضل الليبي عمر المختار والذي كان اعتذر عن عدم القيام ببطولته عمر الشريف ونور الشريف قبل أن يوافق محمود حميدة على الدور. وكان المخرج السوري هيثم حقي فتح الطريق أمام الاستعانة بالمخرجين العرب في الدراما المصرية حين تولى قبل سبع سنوات إخراج مسلسل «أحلام في البوابة» لسميرة أحمد ويوسف شعبان وتأليف أسامة أنور عكاشة، وتبعه عدد من المخرجين، بينهم عزيزية والخطيب والتونسي شوقي الماجري الذي أخرج قبل ثلاثة أعوام مسلسل «أسمهان» لسلاف فواخرجي وفراس إبراهيم وعابد فهد وأحمد شاكر عبداللطيف وورد الخال، وتناول قصة حياة المطربة الراحلة أسمهان، ورشا شربتجي التي أخرجت «ولاد الليل» لجمال سليمان وأحمد راتب وغادة عبدالرازق و «شرف فتح الباب» و «ابن الأرندلي» ليحيى الفخراني. وقدم وائل رمضان في رمضان الماضي مسلسل «كليوباترا» من بطولة سلاف فواخرجي ويوسف شعبان ومحيي إسماعيل وفتحي عبدالوهاب، كما أخرج اللبناني أسد فولادكار سبعة أجزاء من ستكوم «راجل وست ستات» لأشرف عبدالباقي ولقاء الخميسي.