في الاحتفال الختامي ل «مباراة العلوم - 2014» في لبنان الذي جرى في رعاية وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، امتلأت أجنحة مسرح قصر «الأونيسكو» بالطلاب المشاركين في المباراة وأساتذتهم المشرفين ومديري مدارسهم، إضافة إلى حشد من الشخصيات ذات الصفة التمثيلية والأكاديمية العالية. نظّمت «الهيئة الوطنيّة للعلوم والبحوث» في «قصر الأونيسكو»، مباراة العلوم في سنتها ال11، تحت شعار «اصنع التغيير». وشارك في المباراة 130 ثانوية ومدرسة رسمية وخاصة من مناطق لبنان كافة. وانتظم في المباراة ما يزيد عن 800 تلميذ عرضوا 220 مشروعاً علمياً. اندرجت المشاريع في 6 فئات هي: الروبوت ومشاريع التشغيل، وتكنولوجيا المعلومات، والبيئة والموارد الطبيعية، والصحة وعلوم الحياة، وعلوم الفيزياء والكيمياء، وعلم الفلك. وشارك في تحكيم مشاريع الطلاب 120 من أساتذة العلوم الجامعيين وأكاديميين من دائرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية اللبنانيّة. وفي محصلة النتائج، أعلن المدير العام للمباراة ومؤسسها الأستاذ رضوان شعيب عن سلّة من التقديمات تضمنت 12 منحة جامعية كاملة مقدمة من «الجامعة اللبنانية الدولية» و «جامعة سيدة اللويزة» و «الجامعة الإسلامية»، إضافة إلى جائزتين نقديتين. بطعم السلام في اختتام المباراة، قُدّمت «جائزة أنطوان حرب» إلى المشروع الفائز بالميدالية الذهبية عن فئة «الروبوت ومشاريع التشغيل» في المرحلة المتوسطة، وهو من صنع «مؤسسة الهادي للإعاقة السمعيّة والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل». وذهبت «جائزة حسن كامل الصباح» المُخصّصة للمبدعين الشباب (4 ملايين ليرة لبنانية) إلى «مدرسة روضة الفيحاء - طرابلس»، و «ثانوية جبشيت الرسمية». وجاء فوز مدينة طرابلس، وهي عاصمة الشمال والمدينة الثانية في لبنان، بطعم خاص، لأن المدينة ما زالت تكابد الآثار الدموية للصراعات المعقّدة والمتفجّرة فيها، بل إن الهدوء لم يكن عاد إلى شوارعها إلا قبل فترة قصيرة من إجراء «مباراة العلوم». وكانت المِنَح الجامعية من حصّة مشاريع فائزة من مدارس «ثانوية عربصاليم الرسمية» و«مدرسة المروج» و«ثانوية المقاصد الإسلامية للبنين - صيدا» و«مدرسة البيت المعمور» و«الثانوية الكندية - عرمون» و«المدرسة الإنكليزية العالمية» و«مدرسة المقاصد - كليّة علي بن ابي طالب» و«مدرسة سيدة الجمهور» و«ثانوية عمر فروخ الرسميّة للبنات». كما وزّعت مئات الميداليات وشهادات الاشتراك على التلامذة، وأعطيت شهادات تقدير للأساتذة المشرفين. مثّل وزير التربية والتعليم العالي مستشاره الدكتور نشأت منصور الذي أكّد أن المباراة تشكل فرصة لتعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم، وتمكينهم من تحسين قدرتهم على التواصل وعرض أفكارهم ونتاج مشاريعهم. وأعرب عن اقتناعه بأن المباراة تساعد في شكل ملموس على اكتساب مُبكّر للمهارات التعليمية للقرن الواحد والعشرين، موضحاً أن «الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث» تسهر على حسن تطبيق المعايير وبلوغ الأهداف العلمية. ولفت إلى أن المباراة هي نوع من النشاط العلمي الذي يجمع الطاقات والكفاءات على مستوى الطلاب والأساتذة المشرفين، إضافة إلى كونه نشاطاً عابراً للمناطق والفئات المختلفة، بعيداً من الانقسامات التقليدية الضيقة، والتي باتت تهدد وحدة المجتمع اللبناني. وفي السياق عينه، أشار الدكتور أحمد شعلان، وهو رئيس «الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث»، إلى أن مشكلة الاجتماع اللبناني هي تربوية - فكرية أساساً، بمعنى أنها تستلب فرادةَ الإنسان وحريتَه وثوريّته، عبر تسطيح العقول واختزالها إلى ثقافة العصبيات والقبائل. ووصف المشكلة بأنها «أزمة لا تنفعُ معها التسويات السياسية، إذ باتت المواقع السياسية في معظمها مُصابة بداء الاصطفافات الفئوية. ويتوجّب على قوى النهوض الاجتماعية في المجتمع المدني، أن تؤدي دورها نيابة عن الدولة، بل رغماً عنها أحياناً. وإذا كانت فلسفةُ الثوراتِ هي الحق في التغيير نحو الأفضل، فمن الممكن اعتبار المنضوين في «الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث» ثواراً حقيقيين، بلا بنادقَ ولا أوسمة ولا نجومٍ على الأكتاف. لذا، نطالب كل فعاليات المجتمع المدني، والحالمين بلبنان مختلف، بدعمِ حراكنا العلمي الثقافي الذي أثبتَ جدواهُ ونجاحه على مدار 11 عاماً».