هنا جعل تلميذ من الغطاء الزجاجي لطاولة عادية، شاشة كومبيوتر مع «ماوس» على هيئة قلم يعمل بالأشعة تحت الحمراء. وهناك، تشرح تلميذات مشروع سدّ للمياه على نهر البردوني. وقربهن، عرض تلامذة في المرحلة الثانوية، خلايا تستخرج الكهرباء من الضوء، مُثبّتة على جهازٍ دوّار يتبع الشمس كي يغترف الحدّ الأقصى من طاقتها. وفي ركن قصيّ، تشرح تلميذة طريقة إنتاج ألياف بتقنية النانوتكنولوجيا. وإلى جانبها، تباهى جمع من التلامذة بأنهم صنعوا سيارة مخصصة للمقعدين. وبجديّة، سار تلميذ مبدع الى جانب روبوت يوزع الدواء على العجز، وتبارى تلامذة من مدارس لبنان في عرض مئات من مشاريعهم أمام هيئة علمية متخصّصة، ووسائل إعلام محلّية ودولية. توزّعت المشاريع على 7 فئات هي علوم الإنسان الآلي («روبوتكس» Robotics)، النماذج التشغيلية، النماذج الإيضاحية، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، البحوث العلمية، علم الفلك، ومشاريع السنة العالمية للكيمياء. وكدأبها منذ 8 سنوات، نظمت «الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث» مباراة العلوم السنوية التي تشمل مدارس لبنان في المرحلتين المتوسطة والثانوية، من جب جنّين والبقاع وصور ومحافظة الجنوب، الى الحدث وبيروت وجبل لبنان والنبطية وطرابلس وعكار والشمال. وفي كل فئة من هذه المشاريع العلمية، نال الفائزون في المراتب الثلاث الأولى جوائز نقدية وعينية ودروعاً وشهادات مشاركة. واختتمت المباريات التي توالت طوال نيسان (أبريل) الفائت، بمسابقات نهائية في قصر اليونسكو- بيروت. تنافس فيها الأوائل في المناطق (50 مشروعاً) لاختيار الأوائل على مستوى لبنان (11 مشروعاً) من الفئات كافة. ونال أوائل المرحلة الثانوية، منحاً من جامعات اللبنانية وسيدة اللويزة («أن دي يو» NDU)، الأميركية للثقافة والتعليم («إيه يو سي إي» AUCE) واللبنانية الدولية («أل آي يو» LIU). ونال الفائزون عن المرحلة المتوسطة جوائز من مؤسسة. وفاقت قيمة الجوائز بليون ليرة لبنانية. الاحتفال الختامي في قصر اليونسكو، تحوّل مهرجاناً تربوياً وطنياً. إذ اكتظّت صالاته بالمشاركين، مديرين ومعلّمين مشرفين وتلامذة، إضافة إلى لجان التحكيم وشخصيات ممثلة للجهات الراعية والداعمة، وممثلين لبلديات بيروت وطرابلس وصور والنبطية وفرن الشباك وجب جنين وحارة حريك والغبيري، ومسؤولين من «مؤسسات أمهز التربوية» و «سوديتل» SODETEL و «جمعية الشبان المسيحية» و «الصادق العلمية» و «بروميتيان»، و «المجلس الوطني للبحوث العلمية» و «مركز تقنيات المعلوماتية المتطورة» و «مركز أفق للبحوث والتنمية» وغيرهم. في الاحتفال ألقى الدكتور أحمد شعلان رئيس «الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث» جاء فيها: «مباراة العلوم أهم إنجازاتنا في الهيئة الوطنية. حمّلناها أهدافنا ففاجأتنا بمدى تحقيق هذه الأهداف.. إن شفاء المرض المستعصي في الاجتماع اللبناني يبدأ من العقول الشابة هذه والمواهب المتفتّحة». قدّم للاحتفال رضوان شعيب، كما أعلن نتائج المسابقات. وتشارك عملية تسليم الدروع أعضاء الهيئة العلمية، وهم نخبة من أساتذة جامعيين، ومسؤولون في وزارة التربية والتفتيش التربوي والمركز التربوي للبحوث والإنماء، وممثّلون عن الجهات الراعية. كما تخلّل الاحتفال عرض مصوّر للمشاريع الفائزة وللتلامذة المبدعين أثناء دفاعهم عن مشاريعهم. وحل ضيفًا على مباراة العلوم 2011 وفد من «نقابة الكيميائيين في إقليم كردستان العراق»، ضم الرئيس وأعضاء النقابة الذين جاؤوا للإطّلاع على المباراة من أجل نقل التجربة الى بلادهم.