وسط تحليق طائرات «التحالف الدولي» وطائرات الأباتشي القتالية، تتواصل المعارك العنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» و «داعش» في المعقل الرئيسي السابق للتنظيم في سعي من كل طرف تحقيق تقدم على حساب الطرف الآخر في المدينة التي تشهد أوضاعاً إنسانية صعبة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باشتباكات بين «سورية الديموقراطية» و «داعش» في حارة البوسرايا في المدينة القديمة وفي محيط مركز مدينة الرقة، مشيراً إلى أن «سورية الديموقراطية» تمكنت من السيطرة على حارة البوسرايا، واستكمال سيطرتها على المدينة القديمة التي بدأت قوات عملية «غضب الفرات» هجومها الأول عند أسوارها في 15 حزيران (يونيو) الماضي. وبالسيطرة على المدينة القديمة، بخاصة المربع الأمني الذي توجد فيه هيئات «داعش» تكون «سورية الديموقراطية» أطبقت الحصار على أقوى قلاع التنظيم الإستراتيجية في المدينة، وأحكمت الحصار على «داعش» في 14 حياً من أحياء الرقة، بمساحة 65 في المئة من المساحة الكلية للمدينة، وفق ما أعلنت عنه الناطقة باسم «غضب الفرات»، جيهان أحمد، مشيرة إلى أن المواجهات لا تزال مستمرة في ستة أحياء وهي حي المرور، البريد، النهضة، الأمين، الروضة وحي الرميلة. وتحاول «سورية الديموقراطية» تحقيق مزيد من التقدم والوصول إلى مركز مدينة الرقة، لتوسيع نطاق سيطرتها وتضييق الخناق على التنظيم داخل المدينة. وتترافق الاشتباكات مع عمليات قصف متواصلة من قبل قوات عملية «غضب الفرات» وقصف لطائرات التحالف الدولي على مناطق في المدينة. وسيطرت «سورية الديموقراطية» نهاية آب (أغسطس) الماضي على 90 في المئة من مساحة المدينة القديمة. وشهد الجزء الأخير منها قتالاً عنيفاً تسعى من خلاله «قوات سورية الديموقراطية» إلى استكمال السيطرة على كامل المدينة القديمة. وما زال القتال مستمراً على جبهات في الرقة. ويحكم «داعش» سيطرته على أحياء الأندلس وشمال سكة القطار والحرية وتشرين والتوسعية في القسم الشمالي من مدينة الرقة. ويتصدى ل «سورية الديموقراطية» في مناطق أخرى هي البريد والنهضة والدرعية في القسم الغربي من المدينة، وأطراف المنصور والأمين وحيي المرور والثكنة بوسط مدينة الرقة، والروضة والرميلة في شمال شرقي مدينة الرقة. في حين سيطرت «سورية الديموقراطية» على أحياء السباهية والرومانية وحطين والقادسية واليرموك والكريم في غرب مدينة الرقة، وحيي هشام بن عبد الملك ونزلة شحادة بالقسم الجنوبي من المدينة، والصناعة والمشلب والمدينة القديمة، والبتاني في القسم الشرقي من المدينة، وحي المنصور، كما سيطرت على نحو نصف حيي الدرعية والمرور ووصلت إلى أطراف حيي الأمين والثكنة وسيطرت على أجزاء من أحياء الرميلة والروضة والبريد والنهضة.