استمرت المعارك الطاحنة في الريف الشرقي لحماة بين القوات النظامية المدعمة بالمسلحين الموالين لها بإسناد من القوات والطائرات المروحية والحربية الروسية من جانب، وعناصر تنظيم «داعش» من جانب آخر. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القتال يتركز على أشده على محاور في الضواحي الغربية لبلدة عقيربات بالريف الشرقي لحماة. وأضاف «المرصد السوري» أن معلومات وردت عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الروس، إضافة إلى خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وصفوف عناصر التنظيم. وتمكنت عناصر «داعش» من استعادة السيطرة على القسم الغربي من بلدة عقيربات بهجوم معاكس، حسب «المرصد السوري»، وسط دوي انفجار عنيف هز المدينة نجم عن تفجير عربة مفخخة استهدف مواقع للقوات النظامية في القسم الغربي من البلدة. تفجير سيارتين وأفادت دائرة الإعلام الحربي السوري بإقدام انتحاريي «داعش» في ناحية عقيربات بريف حماة على تفجير سيارتين مفخختين على خلفية تقدم الجيش السوري نحو عقيربات وتضييق الخناق على التنظيم. وفجرت المجموعات الإرهابية السيارة الأولى أثناء عملية تقدم القوات النظامية السورية إلى ناحية عقيربات، أما السيارة الثانية فانفجرت في قرية جروح التي سيطرت عليها القوات النظامية اخيراً في ناحية العقيربات شرق حماة، من دون ورود أنباء عن وقوع ضحايا أو جرحى. ونفذت الطائرات الحربية والمروحية الروسية والتابعة للنظام أكثر من 50 غارة على الريف الشرقي لحماة منذ فجر أمس. ونقل «المرصد السوري» عن مصادر موثوقة أن القوات الروسية تمركزت في منطقة المبعوجة بريف سلمية الشمالي الشرقي، والتي كانت شهدت في وقت سابق من العام الحالي مجزرة نفذها عناصر تنظيم «داعش» في القرية ذهب ضحيتها عشرات الأشخاص من مدنيين وعناصر القوات النظامية ومسلحين موالين لها. وكانت القوات النظامية تمكنت ليل أول من أمس من تحقيق تقدم واسع في ريفي سلمية الشرقي والشمالي الشرقي، مدعمة بالمسلحين الموالين لها واستطاعت تقليص سيطرة التنظيم في شكل كبير خلال الساعات ال24 الفائتة، وتقدمت في عدد كبير من القرى، ليخسر تنظيم «داعش» آخر معاقله في ريف حماة الشرقي وهو بلدة عقيربات. ونتيجة لذلك باتت سيطرة التنظيم في ريف حماة الشرقي مقتصرةً على 20 قرية وتجمعاً سكنياً، بمساحة عشرات الكيلومترات المربعة، بعد أن كان التنظيم حتى صباح أول من أمس يسيطر على 34 قرية وتجمعاً سكنياً مع بلدة عقيربات. وترافق القتال مع تحليق لمروحيات روسية قتالية شاركت في استهداف مواقع للتنظيم في الريف الحموي الشرقي، وسط قصف مدفعي وصاروخي على مناطق في ريف مدين سلمية. وخلفت المعارك المستمرة خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال. وذكر «المرصد السوري» أن القوات النظامية بعد فشلها في التقدم من جهة مدينة سلمية نحو غرب عقيربات، عمدت إلى بدء هجوم من شرق عقيربات عبر محاور عدة مكنها من تحقيق تقدم في المنطقة، مقتربة من قرى مركزية عبر تقدمها بمحاذاة الحدود الإدارية بين حماة وحمص، منها قرية سوحا التي تبعد مئات الأمتار عن بلدة عقيربات. وتسبب القصف الجوي على القرى الخاضعة لسيطرة التنظيم في ريف حماة الشرقي في مقتل حوالى 40 مواطناً مدنياً، بينهم 7 أطفال و7 مواطنات خلال الأيام العشرة الأخيرة. وما زال في تلك القرى حوالى 5 آلاف مدني محاصرين في دائرة محاطة بقوات النظام والمسلحين الموالين لها. كما تسببت الغارات هذه في إصابة حوالى 100 مدني بجروح. وتسبب القصف الجوي والمدفعي في تدمير البنى التحتية في قرى ريف حماة الشرقي، ويعاني القرويون هناك من نقص كبير في المواد الغذائية والطبية والأدوية وانعدام الرعاية الطبية. التنظيم يعاقب أهالي الرقة بتهمة «التعامل» مع «قسد» والتحالف الدولي فيما يواصل تنظيم «داعش» محاولته المحافظة على ما تبقى من سيطرته في مدينة الرقة وسط استياء شعبي من الاتهامات الموجهة منه إلى أهالي المدينة، يستمر تحليق طائرات التحالف الدولي في سماء المدينة والقتال بين «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جانب، وعناصر التنظيم من جانب آخر على محاور عدة في الرقة. ويتركز القتال في الجزء المتبقي تحت سيطرة «داعش» من حارة البوسرايا في المدينة القديمة، بعد أن كان التنظيم يسيطر حتى التاسع والعشرين من آب (أغسطس) الفائت على 90 في المئة من مساحة المدينة القديمة. ويشهد الجزء الأخير منها قتالاً تسعى من خلاله «قسد» لاستكمال السيطرة على كامل المدينة القديمة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات تتواصل في حي المرور الذي تمكنت «قسد» أول من أمس من استكمال السيطرة على نحو نصف مساحته. كما تتواصل الاشتباكات في حي الدرعية الذي سيطرت القوات النظامية السورية على الجزء الجنوبي منه. وتدور اشتباكات أيضاً في حي الأمين بمركز مدينة الرقة. ويستمر القصف من قبل قوات عملية «غضب الفرات» وطائرات التحالف الدولي على مناطق سيطرة التنظيم في المدينة التي ما زال فيها آلاف المدنيين الذين يعانون من أوضاع إنسانية مأسوية، مع تصاعد الاستياء الشعبي تجاه «داعش» الذي اتهم أهالي المدينة ب «التخاذل والعمالة» وصعَّد بالتزامن مع ذلك عملياته الأمنية وإعداماته بحق كل من يثبت التنظيم تعامله مع التحالف الدولي أو «قوات سورية الديموقراطية». وما زال مئات المدنيين يحاولون الفرار من مناطق سيطرة التنظيم إلى مناطق سيطرة «قسد» بحثاً عن ملاذ آمن ينجيهم من القصف المتواصل الذي تتعرض له المدينة، وفراراً من حكم التنظيم عليهم. وتسيطر «قسد» على 62.3 في المئة من مساحة مدينة الرقة فيما يسيطر التنظيم على أحياء الأندلس وشمال سكة القطار والحرية وتشرين والتوسعية في القسم الشمالي من المدينة، كما يسيطر على أحياء أخرى بنسب سيطرة متفاوتة تشهد اشتباكات بينه وبين «قسد»، وهي البريد والنهضة والدرعية في القسم الغربي من المدينة، وأطراف المنصور والأمين وحيي المرور والثكنة في وسط المدينة، والروضة والرميلة في شمال شرقها. وتسيطر «قسد» على أحياء السباهية والرومانية وحطين والقادسية واليرموك والكريم في غرب الرقة، وحيي هشام بن عبد الملك ونزلة شحادة بالقسم الجنوبي من المدينة، والصناعة والمشلب و90 في المئة من المدينة القديمة، والبتاني في القسم الشرقي من المدينة، وحي المنصور، ونحو نصف حيي الدرعية والمرور وأطراف حيي الأمين والثكنة وأجزاء من أحياء الرميلة والروضة والبريد والنهضة. ووثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 23 شخصاً بينهم 11 طفلاً و3 مواطنات جراء غارات لطائرات التحالف الدولي على وسط المدينة ليرتفع إلى 855 قتيلاً على الأقل بينهم 215 طفلاً و135 مواطنة في مدينة الرقة وريفها، منذ الخامس من حزيران (يونيو) الفائت وحتى أول من أمس. كما دمِّرت نتيجة للقصف والغارات الجوية عشرات المنازل والمرافق الخدمية في الرقة ومحيطها وأطرافها.