أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» أنها استعادت السيطرة على حي جديد في جنوب غربي الرقة، شمال سورية، من أيدي عناصر «تنظيم داعش». وقالت الناطقة باسم عملية «غضب الفرات» جيهان الشيخ أحمد: «لقد تم تحرير حي اليرموك» أمس، في إشارة إلى الحي الكبير على الطرف الجنوب الغربي للمدينة. وتابعت من مدينة عين عيسى (50 كلم شمال الرقة) أن «الحملة مستمرة لكن هناك اشتباكات عنيفة جداً». وأضافت: «نخطو خطوات ثابتة وسليمة... المهم بالنسبة إلينا ليس السرعة بل تحرير المدنيين والقضاء على داعش». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «سورية الديموقراطية» تقدمت في اليرموك لكنها لا تسيطر عليه بالكامل بعد. وتابع «المرصد» أن «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن يسيطر على القسم الغربي من الحي، لكن معارك عنيفة تتواصل. كما أورد أن مئات المدنيين فروا من المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» في المدينة إلى مناطق باتت تحت سيطرة «سورية الديموقراطية» في الساعات ال24 الأخيرة. وحي اليرموك هو سابع الأحياء التي انتزعتها «سورية الديموقراطية» من «داعش». وقالت غرفة «غضب الفرات» أن معارك اليرموك أدت إلى مقتل نحو 16 عنصراً من «داعش»، إضافةً إلى تدمير عربتين عسكريتين تابعتين للتنظيم. من ناحية أخرى، ذكرت وكالة «أعماق»، التابعة ل «داعش» أن «سبعة عناصر من وحدات حماية الشعب قتلوا قرب المسجد العتيق ودواري الادخار والقادسية شرق المدينة وشمال غربها»، وعرضت صوراً للتصدي لهجوم «سورية الديموقراطية» على الأحياء التي تسيطر عليها. وتتألف مدينة الرقة من 26 حياً، بينها رميلة، الروضة، البتاني، الصناعة، شارع 23 شباط، هشام بن عبدالملك، المدينة القديمة، البريد، النهضة، المرور، الدرعية، اليرموك، نزلة شحادة، الأمين، المرور، الحرية، الحني، السكة والأندلس. وأعلنت «غضب الفرات» السبت أنها تمكنت من التمركز في محيط الجامع العتيق في منتصف حي الرقة القديم. وجاء ذلك بعد سيطرتها على 70 في المئة من حي هشام بن عبدالملك الذي يقع في الجهة الجنوبيةالشرقية لمدينة الرقة، إضافةً إلى السيطرة على نقاط جديدة في كل من حي الرقة القديم والدرعية. وكانت «سورية الديموقراطية» أعلنت أنها مستمرة بإرسال تعزيزات عسكرية إلى مدينة الرقة، وسط المعارك التي تخوضها ضد «داعش» في الجهة الشرقية من المدينة. واخترقت المدينة القديمة، بعد يومين من إعلانها استقدام تعزيزات مدربة إلى الخطوط الأولى للمواجهات. وتشن «سورية الديموقراطية» وهي تحالف كردي- عربي عملية «غضب الفرات» منذ ثمانية أشهر لاستعادة الرقة التي دخلتها في مطلع حزيران (يونيو). وحاصرت «سورية الديموقراطية» الرقة أشهراً عدة قبل اقتحامها في 6 حزيران وباتت تسيطر على نحو 30 في المئة منها. في موازاة ذلك، أفاد «المرصد» بأن طائرات «التحالف الدولي» واصلت تنفيذ ضرباتها مستهدفة مناطق سيطرة «داعش» ومواقعه في الرقة، ما تسبب في مقتل 3 أشخاص بينهم سيدتان، إضافة إلى وقوع جرحى. وعلم «المرصد» أن الاشتباكات العنيفة لا تزال متواصلة بين «سورية الديموقراطية» و «داعش» على محاور في المدينة القديمة وفي حي اليرموك جنوب غربي المدينة. وأكدت مصادر متقاطعة ل «المرصد السوري» أن مئات العوائل تمكنت خلال ال48 ساعة من الفرار من مناطق سيطرة «داعش» في الرقة، نحو مناطق سيطرة «سورية الديموقراطية» في أطراف المدينة ومحيطها. في موازاة ذلك، أفاد مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، بأن وحدات من القوات النظامية استعادت السيطرة على حقل الديلعة النفطي في ريف الرقة الجنوبي الغربي بعد القضاء على آخر تجمعات «داعش» فيه. وكانت القوات النظامية استعادت أول من أمس السيطرة على قرية زملة شرقية ومحطة ضخ الزملة وحقول غاز الزملة وحقل نفط الفهد وقضت على العشرات من عناصر «داعش» بريف الرقة الجنوبي.