شن طيران «التحالف الدولي» غارات ضد مناطق سيطرة «تنظيم داعش» في مدينة الرقة شمال شرقي سورية، تزامناً مع استمرار الاشتباكات على محاور عدة في المدينة القديمة بالرقة، ومحاور أخرى في محيط سوق الهال وأطراف حي هشام بن عبد الملك وفي القسم الغربي للمدينة بين قوات عملية «غضب الفرات» من جهة، و «داعش» من جهة أخرى. وسمع دوي انفجار عند أسوار المدينة القديمة، يعتقد أنه ناجم عن تفجير التنظيم لعربة مفخخة استهدفت مواقع «قوات سورية الديموقراطية». في موازاة ذلك نفت «قوات سورية الديموقراطية» انسحاب «قوات النخبة» العربية من معارك الرقة إثر خلافات حول إدارة المدينة بعد تحريرها من «داعش». وتشكل «قوات النخبة» العربية جزءاً من قوات «درع الفرات» وتحارب إلى جانب «سورية الديموقراطية» التي تتشكل في غالبيتها من الأكراد. وقالت مصادر متطابقة إن 35 مدنياً قتلوا وجرحوا جراء القصف الجوي، وآخر مدفعي ل «قوات سورية الديموقراطية» على أحياء مدينة الرقة، فيما قتل ثلاثة عناصر من «داعش» بمواجهات داخل المدينة مع «سورية الديموقراطية» عند دوار القادسية غرب الرقة ودوار البتاني شرقها. وأضافت المصادر، أن طائرات التحالف ومدفعية «سورية الديموقراطية» قصفت أحياء الدرعية، والنهضة، والروضة، ومنطقة البانوراما، ونزلة شحاذة، وشارع سيف الدولة قرب دوار الدلة، ما أسفر عن مقتل 13 مدنياً وجرح 22 آخرين بينهم عائلة كاملة. وذكرت المصادر أن «سورية الديموقراطية» تقدمت في حي الرميلة شمال شرقي مدينة الرقة، من جهة المقبرة وسيطرت على الكازية داخل الحي وصولاً إلى المساكن الشبابية حيث سيطرت على ستة أبنية بعد اشتباكات مع «داعش»، كما حاولت الأولى التقدم إلى حي الدرعية غرب الرقة بغطاء جوي ومدفعي. في موازاة ذلك، أكد العميد طلال سلو، الناطق الرسمي باسم «سورية الديموقراطية»، عدم صحة الأنباء التي تفيد بانسحاب «قوات النخبة» التابعة لرئيس «الائتلاف السوري» المعارض السابق أحمد الجربا من معارك الرقة. وقال سلو: «إن ما تم تداوله عبر صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بانسحاب قوات النخبة من جبهة شرق مدينة الرقة غير صحيح على الإطلاق». وتداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي السبت خبراً يفيد بانسحاب «قوات النخبة» من محيط سور الرقة ومن حي الصناعة والمشلب، وتمركزت في قرية حمرة ناصر، وذلك بعد خلافات مع «سورية الديموقراطية». وتساهم «قوات النخبة العربية» التابعة ل «تيار الغد السوري» إلى جانب «قوات سورية الديموقراطية» في معركة الرقة. وتسربت تقارير حول الخلافات بين المكونات الكردية والعربية حول مصير الرقة بعد تحريرها من «داعش». وتريد العناصر الكردية أن تتولى مسؤولية إدارة المدينة بعد تحريرها، فيما تميل «قوات النخبة» لاختيار مجلس مدني مستقل يعبر عن كل أطياف وتكوينات المدينة. ويأتي الخلاف وسط ترقب لإقدام تركيا على عمل عسكري ضد «سورية الديموقراطية» في مناطق سيطرتها في مدينة عفرين في شمال غربي سورية. وكرر المسؤولون الأتراك تهديداتهم بشن عمل عسكري إذا ما شعروا بالتهديد من «سورية الديموقراطية». وتوعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن هجوم ضد الأكراد في عفرين بعد سلسلة مواجهات على الحدود. وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في اختتام قمة مجموعة العشرين في هامبورغ: «ما دام هذا التهديد (الكردي) مستمراً، سنطبق قواعد الاشتباك لدينا وسنرد في الشكل الملائم في عفرين». وسجلت في الأيام الأخيرة مواجهات متكررة بين الجيش التركي و «وحدات حماية الشعب الكردية» في المنطقة الحدودية. وتتحدث الصحافة التركية منذ أيام عن عملية برية محتملة للجيش التركي ضد المقاتلين الأكراد. وكرر أردوغان أن تركيا «لن تسمح» أبداً بإقامة دولة كردية في شمال سورية، مضيفاً: «لن نقلل أبداً من شأن التهديدات التي تخيم على بلادنا». وسبق أن شنت أنقرة عملية برية في شمال سورية في آب (أغسطس) 2016 للحؤول دون الربط بين المناطق التي سيطرت عليها «وحدات حماية الشعب الكردية».