تتواصل الاشتباكات في شكل عنيف بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بقوات خاصة أميركية من جهة، وعناصر «تنظيم داعش» من جهة أخرى، على محاور في أحياء مدينة الرقة القديمة، وفي محيط وسط المدينة. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «قوات سورية الديموقراطية» بدأت هجوماً جديداً، تهدف من خلاله لتحقيق تقدم في المنطقة، والسيطرة على مزيد من المناطق، لتقليص نطاق سيطرة «داعش»، الذي ما زال يسيطر على نحو 39 في المئة من مساحة مدينة الرقة. وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات سورية الديموقراطية» تمكنت أمس من تحقيق تقدم في جنوب حي نزلة شحادة، وسيطرت على القسم الجنوبي من حي المرور «الحرامية»، في وسط المدينة، فيما ترافقت الاشتباكات العنيفة مع قصف مكثف من قبل قوات عملية «غضب الفرات» وقصف من قبل طائرات «التحالف الدولي» على مناطق في المدينة، ومعلومات مؤكدة عن أن العشرات من مقاتلي الطرفين قتلوا وأصيبوا في هذه الاشتباكات العنيفة. من ناحيتها، أفادت «سورية الديموقراطية» بسيطرتها على مستشفى الأطفال في أحياء الرقة القديمة، وسط المواجهات التي تخوضها ضد «داعش». وقال مدير المكتب الإعلامي ل «سورية الديموقراطية» مصطفى بالي، إن «مقاتلي سورية الديموقراطية حرروا مستشفى الأطفال من مرتزقة داعش، والواقع في حي المرور وسط مدينة الرقة». وأضاف أن المواجهات العسكرية أسفرت عن مقتل ما يزيد على 15 عنصراً من التنظيم. وأوضح بالي أن «المقاتلين أحرزوا تقدماً كبيراً أيضاً في حي النهضة في الجهة الغربية، إلى جانب الحي القديم الواقع شرق المدينة». وكان بالي أفاد بأن العمليات العسكرية في المدينة اتخذت منحىً مغايراً، تمثل بازدياد نسبة المفخخات والأحزمة الناسفة من قبل التنظيم. وأضاف أن «الخناق ضاق على عناصر داعش في شكل كبير، ويعود ذلك إلى عدم وجود منفذ للانسحاب، الأمر الذي وضعهم أمام خيارين لا ثالث لهما... إما الاستسلام أو القتال». تتألف مدينة الرقة من 26 حياً بينها، رميلة والروضة والبتاني والصناعة وشارع 23 شباط وهشام بن عبد الملك والمدينة القديمة والبريد والنهضة والمرور والدرعية ونزلة شحادة والأمين والمرور والحرية والحني والسكة والأندلس. وبدأت «سورية الديموقراطية» وفصائل عربية وعشائرية، ضمن حملة «غضب الفرات»، عملية لتحرير الرقة، منذ مطلع حزيران (يونيو) الماضي. واستطاعت منذ بدأ القتال السيطرة على مساحة تقدر ب60.1 في المئة من مساحة مدينة الرقة، والتي تقدر ب17.6 كلم مربع من مساحة المدينة. فيما تبقى للتنظيم مساحة تقدر بنحو 39.9 في المئة من مساحة المدينة، والمقدرة بنحو 11.7 كلم مربع من مدينة الرقة. وتتواصل المعارك في محاولة من «سورية الديموقراطية» تحقيق مزيد من التقدم في المدينة، بعد تمكنها من فرض سيطرتها الكاملة على أحياء السباهية والرومانية وحطين والقادسية واليرموك والكريم، في غرب المدينة، كما سيطرت على أحياء المشلب والبتاني والصناعة في شرق المدينة في شكل كامل، فيما تسيطر على كامل حيي نزلة شحادة وهشام بن عبد الملك في القسم الجنوبي لمدينة الرقة، وتسيطر على أجزاء واسعة من المدينة القديمة، وعلى أجزاء من حيي الروضة والرميلة ومساكن حوض الفرات ومساكن الإدخار والأجزاء الشمالية من حي الدرعية، إضافة إلى سيطرتها على ضريح الصَّحابي عمار بن ياسر وضريح التابعي أويس القرني. وتشهد مدينة الرقة استمرار حركة نزوح وفرار المواطنين من مناطق سيطرة «داعش» باتجاه مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية»، إذ تمكنت عشرات العوائل من الفرار نحو مناطق بعيدة عن القصف والقتل والاشتباكات.