أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن إطلاق حملة توعوية فكرية تحمل عنوان «السكينة لتعزيز الوسطية»، وذلك بمشاركة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، لاستهداف طالباتها بأنشطة الحملة وفعالياتها، بدءاً من غد (الاثنين). وشدّد المدير التنفيذي للحملة عبدالمنعم المشوّح على ضرورة تناول قضايا الوسطية والتطرّف، وطرحها بشفافية أمام الطالبات، مرجعاً ذلك إلى أن المرأة المتطرفة تلعب دوراً كبيراً في دعم الفكر المنحرف، معتبراً أن هذه القضية لا بد أن يشارك فيها الجميع، كونها لا تقتصر على أشخاص محدّدين. وقال ل«الحياة»: «أعتقد أننا بحاجة إلى الشفافية في مناقشة مثل هذه المواضيع، وفتح ملفات التشدّد والتطرّف الفكري وأسبابه ونتائجه، ودور الطالبات في مواجهة الأفكار المتطرّفة، وواجبهم تجاه دينهم وبلدهم، فالقضية ليست قضية نخبوية، وإنما يجب على الجميع أن يشارك في تعزيز الوسطية ونبذ الغلو، وهذه الحملة تتعلّق بالشخصية الوسطية، والشخصية المتوازنة الإيجابية، وهذه المفردات مطروحة بقوّة في الدوائر النسائية، لاسيما لدى الفتيات، فالفتاة تتساءل دائماً عن التديّن والالتزام، وممارسة الحياة الطبيعية، والمشاركة المجتمعية، وغيرها من التساؤلات التي يفرضها الواقع، وتحتاج إلى قوالب مرنة وسليمة تتحرك من خلالها، فلا تُقيدها من جهة، ولا تكتم طاقتها من جهة أخرى، وتوجهها للبناء والإبداع، مع المحافظة على قيمها». وأوضح أن موقع السكينة التابع لوزارة الشؤون الإسلامية، والقائم على الحملة، أجرى استفتاء حول مدى وجود التوعوية الفكرية الموجّهة للمرأة، وأظهرت نتائجه أن 60 في المئة لا يقرّون بوجود برامج بتاتاً، و25 في المئة ذكروا أن البرامج الموجودة غير كافية، و12 في المئة فقط يرون أن هناك برامح ويجدونها مناسبة للمرأة، مضيفاً: «خلال تجربتنا مع الإنترنت والمواقع والمنتديات الإلكترونية، لمسنا الدور الكبير الذي قامت به المرأة المتطرّفة في دعم الفكر المنحرف، ففي دراسة لدى الحملة ونشرت في موقعها، وجدنا أن 40 في المئة من المواقع المتطرّفة أو المتعاطفة مع الأفكار المنحرفة تديرها نساء». وعزا اختيار إطلاق الحملة بمشاركة جامعة الأميرة نورة إلى أنها بيئة إدارية وفكرية مهيأة لنجاح البرامج التوعوية التي يُتوقع منها الاستمرارية والتطوّر، لافتاً إلى أن لديها كوادر ذات اختصاصات متنوّعة، ووضوحاً منهجياً إدارياً في التعامل مع البرامج الفكرية والتوعوية، «لذلك فتحت الجامعة أبوابها ودعمت الفكرة، ولمسنا مدى حرص الجامعة على إشراك الطالبات والمنسوبات في عملية تعزيز الوسطية، ونشر المفاهيم الصحيحة، إضافة إلى أننا نأمل بنقل تجربتنا إلى مجموعات الشبان والفتيات والتربويين والمتخصصين، بجانب أن مشروعنا التوعوي عبر الإنترنت يحتاج إلى تعميق التواصل مع الفئات العمرية الجامعية، لاسيما أن معظمهم يتواجدون في عالم الإنترنت، فكان الخيار الأمثل أن ننطلق مع الجامعة في تجربة أوّلية، نعرف من خلالها أفضل الوسائل لبناء شراكة وعي وتعزيز للمفاهيم الصحيحة السليمة»، مؤكداً أن مشاركة المرأة في مثل هذه الحملات والخطاب الموجّه لها ليست من الكماليات، وإنما من الأمور المهمّة التي تجد الحرص، سعياً لإيصال رسالة الوسطية. وذكر أن الحملة تتضمّن مجموعة من المراحل، إذ ستقدّم لقاء مفتوحاً يتم خلاله طرح رؤية للشخصية المتوازنة والشخصية المتطرفة، إلى جانب حوار مباشر مع الطالبات حول مفردات الوسطية والتطرف، وتقديم معرض تعريفي مصغّر، ومسابقات في المقالة والقصة والأفلام القصيرة تتناول مفهوم الوسطية، وفتح خط مباشر مع الطالبات، لإشراكهن في إثراء محتوى موقع السكينة، وتدريبهن على أدوات نشر الوسطية عبر الإنترنت وفي حياتهن العامة، مبيّناً أن هناك ورشة عمل خلال الحملة ستقام مع مجموعة من المتخصصات في هذا الجانب.