قُتل 3 مدنيين وجُرح أكثر من 15 آخرين في تفجيرات عدة، لم يتسن تحديد مصدرها، شهدتها مدينة رفح، في أقصى شرق مدينة شمال سيناء، على الحدود مع قطاع غزة، وسط مواجهات بين قوات الجيش ومتطرفين محسوبين على تنظيم «داعش» الإرهابي، قُتل عدد كبير منهم، وفق معلومات «الحياة»، في عمليات مستمرة منذ يومين، يُنتظر أن يعلن الجيش حصيلتها لاحقاً. وطوقت قوات الجيش والشرطة مركز مدينة رفح، وسط قصف مدفعي وجوي لمعاقل المتطرفين في تلك المنطقة الملتهبة. واكتفى الجيش بإعلان توجيه القوات الجوية ضربة استهدفت «بؤرة إرهابية شديدة الخطورة» تستخدم قاعدة لانطلاق العناصر التكفيرية وتخزين الأسلحة والعبوات الناسفة أسفرت عن تدميرها بشكل كامل بالقرب من الشريط الحدودي في رفح. وشن الجيش تلك الحملة في أعقاب تفجير عنصر انتحاري من «داعش» نفسه على الشريط الحدودي من جهة قطاع غزة، وفي أعقاب معلومات عن تصدي عناصر حركة «حماس» لمتطرفين سعوا إلى التسلل إلى شبه جزيرة سيناء. وقالت مصادر طبية وشهود عيان ل «الحياة» إن 3 شبان قُتلوا بانفجار عبوة ناسفة شمال غرب رفح، وجُرح في هذا الانفجار شاب رابع، وبعده توالت الانفجارات طوال ليل أول من أمس، وسط انقطاع الكهرباء وشبكة الاتصالات والإنترنت، لتعيش المدينة «ليلة تفجيرات» سقط فيها أكثر من 15 مصاباً، في انفجارات متتالية على فترات متقطعة، لم يتسن تحديد مصدرها. وجُرح شاب بإصابات خطرة جراء إصابته بشظايا في البطن في انفجار في غرب المدينة. ومع انتهاء ساعات حظر التجول في المدينة ومع شروق شمس أمس، شرع الأهالي في نقل الجرحى إلى مستشفى العريش، التي وصلها في الساعات الأولى من الصباح 16 جريحاً، إصابات بعضهم خطرة، نتيجة تلك الانفجارات التي انتقلت بامتداد رفح بدءاً من غربها إلى شرقها. وأفيد بأن أعداداً كبيرة من المتطرفين سقطوا قتلى في المواجهات الدامية ليلة أول من أمس، وسط نشر قوات الأمن سيارات التشويش لقطع أي تواصل عبر أجهزة الاتصال بين المتطرفين، ولمنعهم من تفجير أي عبوات ناسفة في طريق القوات أثناء تحركها. وبعد أن انتشرت أنباء الإصابات بين سكان رفح جراء شظايا التفجيرات، لزم السكان منازلهم وسط دوي التفجيرات التي تواصلت حتى الصباح. وأفيد بأن الجيش استهدف أخطر بؤر «داعش» في شمال سيناء في تلك الحملة البرية والجوية، وهي الخلية المسؤولة عن الهجوم على عدة مكامن عسكرية وعلى كتيبة الصاعقة في رفح الشهر الماضي، والتي قُتل فيها عدد من الضباط والجنود. ويتوقع أن يعلن الجيش عن نتائج العمليات العسكرية في رفح لاحقاً. في غضون ذلك، قال وزير الداخلية في تصريح إن الوزارة مستمرة في جهودها لمواجهة ومكافحة الإرهاب والتطرف وملاحقة الخارجين عن القانون ومطاردة الإرهابيين والمتطرفين خصوصاً المدرجين في القائمة السوداء، في إشارة إلى القائمة التي أعلنتها الدول الأربع المقاطعة لدولة قطر، بسبب دعمها للإرهاب. ونقلت وزارة الداخلية في بيان عن عبدالغفار قوله إن «رجال الشرطة أقسموا على حماية مصر العظيمة وشعبها الكريم». من جهة أخرى، حددت محكمة الاستئناف في مدينة الإسماعيلية، المطلة على قناة السويس، جلسة 6 أيلول (سبتمبر) المقبل لنظر أولى جلسات إعادة محاكمة مرشد «الإخوان المسلمين» محمد بديع و46 آخرين من قيادات الجماعة، المصنفة إرهابية، في حوادث العنف والقتل التي وقعت في محافظة بورسعيد في شهر آب (أغسطس) من العام 2013، في أعقاب فض اعتصامين لآلاف من أنصار الجماعة في ميداني رابعة العدوية في القاهرة والنهضة في الجيزة. وكانت محكمة جنايات بورسعيد عاقبت بديع و18 آخرين بالسجن المؤبد لمدة 25 عاماً، وقضت بالعقوبة ذاتها لعشرات آخرين فارين، دينوا بقتل 5 أشخاص بينهم شرطيون والشروع في قتل آخرين. وقضت محكمة النقض بإلغاء تلك الأحكام وإعادة محاكمة المتهمين.