أكد تيار الصدر رفضه انفصال إقليم كردستان عن العراق، فيما حذر وزير الخارجية إبراهيم الجعفري من «تداعيات خطيرة» في حال أصر الإقليم على إجراء الاستفتاء الشهر المقبل. وجاء في بيان للهيئة السياسية في تيار الصدر أن رئيسها كرار الخفاجي «التقى الوفد الكردي المفاوض في بغداد، وجرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأكد للوفد أن الحل الأمثل للمشكلات العالقة بين الحكومة الاتحادية وكردستان يكون من خلال مواصلة الحوارات والتفاهمات والوصول إلى نقاط مشتركة بين الطرفين». وأضاف أن «الهيئة تقف مع عراق واحد قوي بعربه وكرده ومختلف دياناته وقومياته وانتماءاته ولا نريد انفصال أي جزء منه بل نريد أن يعيش أبناء الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه تحت راية واحدة ويتمتعون بالمساواة والعدالة الاجتماعية». وتابع أن «رئيس الموفد الكردي روز نوري شاويس أعرب عن تقديره وجهة نظر الهيئة وسيناقش اقتراحها مع رئاسة إقليم كردستان». وكان وفد كردي برئاسة شاويس وصل الأربعاء الماضي إلى بغداد والتقى زعماء أحزاب وكتل سياسية للبحث في موضوع الاستفتاء، كان آخرهم وزير الخارجية إبراهيم الجعفري الذي حذر من أن «تداعيات الاستفتاء تضر بمصلحة كردستان». وأفاد مكتب الجعفري في بيان بأنه شدد على ضرورة أن «نطمئن دول العالم بعدم إثارة مشكلات في داخلية، وواحدة من هذه المشكلات تحريك مكونات ضد بعضها بعضاً»، وأوضح أن «المكون الكردي أوسع من الدائرة العراقية، فهم موجودون في تركيا، وسورية، وإيران، وروسيا أيضاً». إلى ذلك، قال النائب سرحان أحمد، من «التحالف الكردستاني» ل «الحياة»، إن «الاستفتاء حق طبيعي للشعب الكردي ومطالب تأجيله غير مبررة». وأوضح أن «الوفد الذي زار بغداد لم يبحث مع المسؤولين مشروع الاستفتاء فقط بل بحث أيضاً في ملفات اقتصادية وأمنية عالقة منذ سنوات، والكل يعلم أن الشعب الكردي لم يحصل على حقوقه من الحكومات العراقية ولم تنفذ المواد الدستورية المتعلقة بتطبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها أو في موضوع النفط والغاز، وأغلب الاعتراضات اليوم هي على موعد الاستفتاء وليست على فكرته». وسيتجه الوفد الكردي اليوم إلى محافظة النجف للاجتماع مع المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، ومقتدى الصدر. وكان رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، أعلن عقب لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه بحث مع المسؤولين في أنقرة في القضايا الإقليمية المهمة بما فيها قرار إقليم كردستان إجراء استفتاء على الانفصال الشهر المقبل. وأضاف أن «الجانبين الإيراني والتركي أكدا خلال الاستفتاء سيشكل أساساً لبدء سلسلة من التوترات والصراعات داخل العراق، تطاول تداعياتها دول الجوار أيضاً»، مؤكداً أن «الاستفتاء سيجعل العراق وإيران وتركيا في صلب القضية، ولهذا السبب يؤكد مسؤولو البلدين أن هذا الأمر غير ممكن ويجب ألا يحدث».