رفضت كردستان طلب الحكومة العراقية تأجيل الاستفتاء على الانفصال عن العراق، وعللت رفضها «بعدم الثقة بالوعود»، فيما حذرت أنقرة الأكراد، بعد اجتماع لرئيسي الأركان التركي والإيراني خلوصي أكار ومحمد باقري، من أن المضي في تنفيذ الاستفتاء من شأنه إشعال «حرب أهلية». وذكرت وسائل إعلامية تركية أن زيارة باقري هي الأولى لرئيس أركان في الجيش الإيراني إلى تركيا منذ الثورة الإيرانية عام 1979. ورافقه قائد القوات البرية في «الحرس الثوري». واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس رئيس الأركان الإيراني. ويجري وفد كردي منذ ثلاثة أيام مفاوضات «صعبة» مع المسؤولين في بغداد، وسط معارضة دولية وإقليمية لهذه الخطوة «الأحادية»، خصوصاً من جانب الولاياتالمتحدة وإيران وتركيا. ويرى بعض المراقبين أن الأكراد قد يتراجعون في حال حصولهم على «زيادة مقبولة» لحصتهم من الموازنة الاتحادية والموارد النفطية، وبعض التنازلات في «المناطق المتنازع» عليها. وقال نائب رئيس الوزراء التركي الناطق باسم الحكومة بكر بوزداج، خلال مؤتمر صحافي، إن «الإقليم الكردي يتجاهل تحذيراتنا وتحذيرات الولاياتالمتحدة من المضي في الاستفتاء الذي يعد انتهاكاً للدستور العراقي ومن شأنه تغذية التوتر في المنطقة». وحذر وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، من أن «الاستفتاء قد يفاقم الوضع في المنطقة، بل قد يؤدي إلى حرب أهلية». وجاءت هذه التحذيرات بالتزامن مع اجتماع لرئاستي أركان الجيش الإيراني والتركي في أنقرة للبحث في «الحرب على الإرهاب والتعاون في المجال العسكري، ومناقشة استفتاء الأكراد على الانفصال عن العراق». ورد المستشار الإعلامي لرئاسة برلمان كردستان طارق جوهر، على تحذير جاويش أوغلو قائلاً، إنه ليست هناك مؤشرات إلى اندلاع حرب أهلية في المنطقة عند إجراء الاستفتاء. ونقلت عنه وكالة «فرانس برس»: «لا أعتقد باندلاع حرب أهلية، لأن هناك إرادة قوية من جميع مكونات شعب كردستان بممارسة حقه الديموقراطي». وأضاف: «هذا شأن داخلي لا يتعلق بدول الجوار، وإذا حسم الأمر بين بغداد وأربيل حول صيغة العلاقة، سواء كانت فيديرالية أو كونفيديرالية أو حتى تأسيس دولة كردية، فلن تكون هناك مشكلات». كما اعتبر أن ذلك «سيعزز أمن المنطقة وازدهارها الاقتصادي، كما أن دول الجوار ستستفيد أيضاً». إلى ذلك، قال رئيس الوفد الكردي روز نوري شاويس، عقب اجتماع مع رئيس الوزراء حيدر العبادي: «رفضنا طلباً لتأجيل الاستفتاء، لأن القرار أصبح بيد الشعب الكردستاني، وبحثنا لثلاث ساعات في الخلافات وفي دوافعنا لهذا الخيار». وأضاف أن «العبادي أبدى استعداده لحل الخلافات عبر الحوار، وبدورنا قلنا إننا لم نعد نثق بوعود بغداد، ونرغب في حوار غير مشروط». في المقابل، قال العبادي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن «الحوار (مع الوفد الكردي) تم وفق ما يحفظ مصلحة البلاد، وسادته أجواء الاحترام والتفاهم». وعقد الوفد لقاءات مع رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري وزعيم «التحالف الوطني» عمار الحكيم والقيادي في «الحشد الشعبي» هادي العامري ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، الذي يحمّله الأكراد مسؤولية «الأزمات» خلال ترؤسه الحكومة. ودعا الجبوري إلى أن «يكون خيار الاستفتاء ضمن الأطر الدستورية، بما يحقق مصلحة العراق ووحدته، مع الأخذ في الاعتبار الظروف التي تمر بها البلاد. وحض الوفد على «التريث في اتخاذ مواقف مصيرية يمكن أن تنعكس سلباً على المناطق ذات التنوع الاجتماعي». وأفاد الحكيم في بيان، بأنه عبّر للوفد عن «احترامه موجبات الأكراد». وأكد أن «وحدة البلاد قدر الجميع، والدستور هو السقف المثالي للحوار».