فيما حضّ الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره على المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة لاختيار «الأكفاء» من المرشحين، بحث وفد من تياره في السليمانية مع كبار مسؤولي اقليم كردستان في التحالفات الانتخابية والملفات العالقة بين «بغداد والاقليم». ودعا زعيم التيار مقتدى الصدر العراقيين إلى المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر اجراؤها في كانون الثاني (يناير) المقبل، وانتخاب المرشحين «الأكفاء». وقال الصدر في بيان وُزع أمس، وتسلمت «الحياة» نسخة منه: «ليس لأي شخص مؤمن، بل وكل عراقي غيور، أن يعطي صوته لغير الكفؤ». وأوضح: «أنا على يقين بأن أصوات المؤمنين لا تشترى من الأدعياء، (...) أي فعل يؤدي إلى وصول من يريد بقاء المحتل واستمرار الظلم والفقر هو فعل مشين لا نقبل به». وكان التيار الصدري انضم إلى «الائتلاف العراقي الوطني» الذي أعلن تشكيله الأسبوع الماضي بمشاركة واسعة من الأطراف الشيعية، أبرزها «المجلس الإسلامي الأعلى» بزعامة عمار الحكيم ومنظمة «بدر» وحزب «الإصلاح» بزعامة إبراهيم الجعفري إلى جانب آخرين». ويعول تيار الصدر على تغييرات كبيرة تحدثها الانتخابات المقبلة في المشهد السياسي العراقي، بحسب النائب عن كتلة الصدر البرلمانية أسماء الموسوي التي أكدت ل «الحياة» أن «التيار الصدري عازم على المشاركة في شكل جاد في الانتخابات النيابية تماشياً مع معطيات الواقع التي تؤكد أن البلاد مقبلة على تغييرات كبيرة، ولضمان استحقاق الأكفاء من المخلصين من أبناء العراق خلال الانتخابات المقبلة، لا بد من حضّ المجتمع على ضرورة المشاركة الواسعة للادلاء بأصواتهم لمن يستحق التصويت». وأضافت أن «المرحلة السابقة كشفت حقيقة البرامج السياسية وتوجهات وأطماع بعض التيارات والقوائم الانتخابية المشاركة في العملية السياسية الحالية». وزادت أن «الائتلاف الوطني العراقي» سيعمل كمؤسسة سياسية وليس كقائمة انتخابية بغية العمل على استقرار العملية السياسية في البلاد بما يتناغم وتطلعات العراقيين». وتابعت أن «التيار الصدري يسعى إلى الحصول على مكاسب انتخابية خلال مشاركته في الانتخابات المقبلة، حرصاً منه على تنصيب أصحاب العقول والكفاءات المتميزة في المواقع التي تتناسب وخبراتهم لضمان بناء العراق واعادة اعماره، فضلاً عن منع استشراء الفساد المالي والاداري إذا ما تبوأت تلك الكفاءات مواقع مهمة». وتابعت أن «حضّ الصدر العراقيين على التصويت يأتي لتفويت الفرصة على الصيادين في الماء العكر بغية الفوز باستحقاقات انتخابية مزيفة». وعن الزيارات المتكررة لمسؤولي التيار الى اقليم كردستان، قالت إنها «لاستكمال محادثات التيار كوسيط لحل بعض الملفات العالقة بين المركز والاقليم، ولا سيما قضية المناطق المتنازع عليها». وأضافت: «يجب ألا ننسى أن الأكراد شركاء، ونتوقع أن يكون لهم دور كبير خلال المرحلة المقبلة (...) ونسعى لأن تكون لنا تحالفات جيدة مع كتل وتيارات تعتمد برامج وطنية لا طائفية». وتابعت أن «مشاورات التيار ومحادثاته لا تقتصر على الأكراد فقط. فهو منفتح على الطوائف والمذاهب كافة ما دامت تبتعد عن التخندق الطائفي والمذهبي». وكان كوسرت رسول علي نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني بحث مع وفد من التيار الصدري في العلاقات الثنائية والتشديد على ضرورة تنميتها الى جانب الانتخابات المقبلة في العراق. من جهته، أكد مصدر في «التحالف الكردستاني» ل «الحياة» طلب عدم نشر اسمه أن «زيارة وفد رسمي يمثل التيار الصدري يمكن وصفه بأنه زيارة مهمة»، لافتاً إلى أن «الوفد بحث مع بعض مسؤولي الاقليم في مسألة الملفات العالقة وآليات حلها من دون الدخول في أزمات جديدة». وأضاف أن «الوفد قدم بعض الاقتراحات لحل الأمور، فضلاً عن مناقشة آلية توسيع التحالفات السياسية للمشاركة في الانتخابات المقبلة انطلاقاً من مبدأ المشاركة لا المحاصصة». وضم وفد التيار الصدري رئيس الهيئة السياسية للتيار كرار الخفاجي ورئيس الكتلة في مجلس النواب بهاء الأعرجي.