يتكرر مشهد التحركات المطلبية الحاشدة اليوم في وسط العاصمة اللبنانية، أثناء انعقاد البرلمان من أجل مناقشة مشروع سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام والمعلمين معدلاً، والذي تعترض «هيئة التنسيق النقابية» التي كانت نفذت اعتصاماً أمام مبنى وزارتي الإعلام والسياحة، على التخفيضات التي أدخلتها عليه لجنة نيابية فرعية لجهة العطاءات ورفع الدرجات للمعلمين، كي تتلاءم أرقامها مع أرقام الواردات لتغطية كلفة السلسلة على الخزينة. (للمزيد) وبينما أعلن «حزب الله» تأييده التحرك المطلبي اليوم، ودعا الى أوسع مشاركة في التظاهرة، فإن الكتل النيابية المختلفة ستكون اليوم أمام امتحان كيفية التوفيق بين تلبية المطالب النقابية وبين الحرص على عدم انعكاس المبالغ التي ترتبها السلسلة على المالية العامة، خصوصاً أنها أمام تحدي اتخاذ التدابير التي تسمح بتمويلها من اجراءات وقف الهدر والفساد في مجالات وقطاعات عدة بعد أن رفضت الهيئة ومعها «حزب الله» رفع الضريبة على القيمة المضافة من 10 الى 11 في المئة، كما رفض تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي الذي يتزعمه العماد ميشال عون زيادة الضرائب على الفقير. وعشية الجلسة النيابية الرابعة المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية غداً الخميس، استمرت التحركات التحذيرية من حصول الفراغ في الرئاسة نتيجة تعطيل نصاب الجلسات من قبل كتلتي «حزب الله» والعماد عون، وعجز أي من فريقي 8 و14 آذار عن تأمين أكثرية النصف + 1 لفوز أي من مرشحهما. واجتمع رئيس حزب الكتائب، رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي كرر في تغريدة على «تويتر» أمس القول إن الأحد في 25 أيار (مايو)، أي اليوم التالي لانتهاء ولايته، هو يوم آخر بالنسبة اليه «لم أشهد مثيلاً له منذ أعوام وأنتظر مجيئه بفرح ولا علاقة لي بمشاريع تحديد الولاية»، في رد على الاقتراح الذي جرى تداوله وتبناه البطريرك الماروني بشارة الراعي بتعديل الدستور (المادة 62) من أجل أن يستمر سليمان في ممارسة صلاحياته بعد 25 أيار إذا تعذر انتخاب الرئيس، الى أن ينتخب خلف له. وعلمت «الحياة» ان سليمان طلب من بعض معاونيه الذين أيدوا هذا الاقتراح وشجعوا البطريرك عليه، أن يتوقفوا عن التحرك أو الإدلاء بتصريحات توحي بتأييده هذا الاقتراح. وقالت مصادر سياسية ان اقتراح الراعي لقي تأييداً من المطارنة، بحجة أنه لا يجوز أن تبقى الرئاسة الأولى شاغرة إذا تعذر انتخاب الرئيس، بينما الرئاسة الثانية (الشيعية) قابلة للتمديد بقانون للبرلمان ككل حين يتعذر اجراء الانتخابات، والرئاسة الثالثة تستمر في تصريف الأعمال عند الاستقالة الى أن يتم تأليف الحكومة الجديدة، وذكرت هذه المصادر أن البطريرك سيصر على اقتراحه، فإذا لم يتحقق يكون عامل ضغط على القوى السياسية كي تنتخب رئيساً قبل 25 أيار. ويطرح في بعض الأروقة السياسية المسيحية اقتراح عدم حضور النواب المسيحيين الجلسات النيابية التشريعية بعد 25 أيار المقبل إذا خلت سدة الرئاسة، وأن تكون جلسة اليوم المخصصة لسلسلة الرتب والرواتب آخر جلسة للتشريع. وتوقعت المصادر نفسها أن تتصاعد الدعوات الدولية الى انتخاب رئيس جديد قبل 25 أيار. وعلمت «الحياة» في هذا المجال أن اجتماعاً عقد نهاية الأسبوع الماضي في باريس بين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيره الفرنسي لوران فابيوس تناول أوضاع المنطقة ولبنان. وقالت مصادر مطلعة ان سعود الفيصل وفابيوس اتفقا على بذل الجهود لأجل اجراء الانتخابات الرئاسية قبل 25 أيار وعلى تجنب الفراغ. على صعيد آخر بدأت أمس جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للبتّ في ادعاء المحكمة على كل من محطة «الجديد» التلفزيونية وصحيفة «الأخبار» بتهمة «تحقير المحكمة وعرقلة سير العدالة» لنشرهما صوراً وأسماء لشهود في المحكمة. وفيما مثلت الزميلة كرمى خياط ودافعت عن نفسها خلال المحكمة، معتبرة أن التهمة لها وللمحطة «تمس مبادئي ومعتقداتي الشخصية في البحث عن الحقيقة وتقصي المعلومات»، لم يمثل رئيس تحرير الأخبار الزميل ابراهيم الأمين أمام القاضي وطلب تأجيل الجلسة، التي أرجأها القاضي بعد سلسلة مرافعات الى 29 الجاري.