على رغم تأكيد عدد من الباعة في بعض محال الورود والهدايا في الرياض، تلقيهم الإنذارات والتحذيرات المعتادة، حول ضرورة إخفاء كل ما يكسوه اللون الأحمر، تفادياً لتعرّضهم للمتابعة في حال تورطهم في بيع الورود أو الهدايا المتعلقة ب «يوم الحب» (الفالنتاين)، إلا أن غالبية الذين تحدثوا إلى «الحياة» توقعوا هبوطاً في الهدايا والورود خلال هذا اليوم. وأكد البائع في أحد محال الهدايا أحمد الزوهري، أنه على عكس الأعوام السابقة، التي كان يتلقى خلالها من عدد من زبائنه طلبات لحجز كمية من الورود الحمراء، والهدايا المتعلقة بيوم العشاق، التي كان يتم توصيلها مباشرة إلى الزبائن من دون إحضارها إلى المحل، إلا أنه لم يتلقَّ أي طلب حتى يوم أمس، وأضاف ل «الحياة»: «في الأعوام الماضية كنا نطلب كميات كبيرة من الورود الحمراء والهدايا، التي يتم بيعها قبل بداية موعد جولات موظفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بينما يتم حجز ما تبقى منها في مستودعات ومخازن خاصة، لتوصيلها إلى زبائنها في «يوم الحب»، وكان بعض الباعة يخزنون كميات احتياطية في منازلهم، إلا أني أعتقد أن مناسبة هذا العام لن تشهد أي إقبال يذكر على الهدايا والورود المرتبطة بيوم الحب». واتفق عادل موسى مع زميله الزوهري حول توقعاته المتعلقة بالأسباب التي دفعت الناس إلى العزوف عن شراء هدايا يوم الحب هذا العام، والتي أجمع معظم الباعة الذين تحدثت إليهم «الحياة» على أنها تعود إلى أسباب سياسية، وما يشهده الشارع العربي من أحداث. وذكر بعضهم مازحاً أن التراجع الذي حدث في المبيعات المتعلقة بالفالنتاين يعد انقلاباً على يوم الحب، معربين عن أملهم بألا تشمل المقاطعة الورود البيضاء، التي اعتادوا إحلالها محل الورود الحمراء. وأشار موسى إلى أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لن تحتاج اليوم إلى تجنيد العشرات من رجالها لمراقبة محال الهدايا، إذ تكفي جولة بسيطة على أحد الأحياء التي طالما شهدت اكتظاظاً بالزبائن خلال الأيام المشابهة، لاكتشاف الكساد في هدايا الحب. ولم يقتصر الأمر على الباعة في المحال، إذ كشف حديث ل «الحياة» مع عدد من المواطنين، أن غالبيتهم لم ينتبه إلى أن اليوم يصادف يوم الحب، بينما لم يتذكر آخرون أن اليوم يصادف الرابع عشر من شباط (فبراير). وعلى رغم عدم إخفائه لمشاركة عدد من أصدقائه وزملائه احتفالات يوم الحب وتبادل الهدايا في الأعوام السابقة، إلا أن الشاب أنس الحربي اعتبر أنه من المخجل الالتفات إلى مناسبة مماثلة في ظل الأحداث التي تشهدها الساحة العربية، وقال: «أصبحت لدينا في العالم العربي تواريخ تفوق الرابع عشر من فبراير من حيث الأهمية، كالخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير)». وفي المقابل، اعتبر المواطن فهد السعيد عدم ظهور أي بوادر تشير إلى عزم المواطنين أو المقيمين الاحتفال بيوم الحب، تعاطفاً وإحساساً بمعاناة الملايين من أشقائهم العرب، وقال: «شخصياً لست من المؤيدين للاحتفال بيوم الحب بغض النظر عن الأحداث الأخيرة، وسيكون من المؤسف الاهتمام باحتفال مماثل في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها العالم العربي». وأكد عدد من المواطنين والمقيمين أن متابعتهم لما يحدث في العالم العربي في الوقت الحالي أكثر أهمية، وقضى معظمهم، بحسب حديثهم، الأيام القليلة الماضية أمام شاشات التلفزيون لمتابعة آخر تطوّرات الأوضاع في عدد من الدول العربية، ولا خطط لهم اليوم غير متابعة المزيد من الأخبار.