تبدأ الإدارة العامة للتمريض في وزارة الصحة الشهر المقبل في مشروع لتطوير إدارات التمريض التابعة لمديريات الشؤون الصحية في المناطق عملياً وعلمياً. وأوضح مصدر مطلع في الإدارة العامة للتمريض في وزارة الصحة (فضل عدم ذكر اسمه) ل «الحياة» أن المشروع الذي اعتمده وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي قبل شهرين يهدف إلى إعادة تقويم الوضع الحالي لإدارات التمريض في المناطق، ووضع الخطط المستقبلية لتطوير العمل التمريضي، إذ تمكنت إدارات عدة خلال الأعوام الخمسة الماضية من تطوير نفسها، ما مكّنها من مواكبة التطور الصحي والتمريضي في السعودية. وأضاف: «تكمن أبرز الدوافع الرئيسية لتبنّي هذا المشروع التطويري في أن عدداً من إدارات التمريض يفتقد الحد الأدنى من الموارد البشرية والمادية بحسب شكاوى بعض الإدارات، وقلة الصلاحيات الممنوحة لها، وانعدام الدعم من بعض مديري الشؤون الصحية، ما يؤثر سلباً في قدرة الإدارة على تنفيذ مشاريعها التطويرية للارتقاء بمستوى المهنة»، لافتاً إلى أن هناك عدداً من مديري إدارات التمريض في المناطق ليسوا مؤهلين، وعدم وجود خطط ملموسة على أرض الواقع من بعض الإدارات، إذ تفتقد مرافق صحية الإشراف المباشر والمتابعة الدورية، ويعاني عدد منها من مشكلة البيانات الإحصائية لديها. وذكر أن إدارات تمريض في مناطق عدة فشلت في الإنتاج العلمي والبحثي، على رغم توافر العدد اللازم من حملة الماجستير والبكالوريوس في العلوم التمريضية في تلك المناطق، وأخرى تضمنت تقاريرها الفصلية المرسلة للإدارة العامة للتمريض لم تنظم برامج علمية وتدريبية لمنسوبيها، أو البرامج التي نفذتها اكتفت بالمشاركة فقط.وتضمنت السلبيات بحسب المصدر أن الأرقام المعلن عنها عن ظاهرة تسرّب العاملين في مجال التمريض غير دقيقة، على رغم أن عدد المكلفين خارج المهنة كبير جداً قياساً بالقطاعات الصحية الحكومية الأخرى في السعودية، وافتقاد بعض الإدارات التمريضية المشاركة الفاعلة في عدد من اللجان الفنية المهمة، مشيراً إلى أنه لا توجد لدى أي إدارة تمريض في المناطق دراسة لحاجاتها، خصوصاً أن التوزيع الأفضل للتعاقدات الجديدة يعطي كل مستشفى بنسبة ثابتة من الطاقم التمريضي بحسب متغيرات عدة، وإحصاءات دقيقة. وأكد أن الخطة التطويرية تتضمن استراتيجية يبدأ إنفاذها مع مطلع الشهر المقبل، ومن أبرز محاورها ربط إدارات التمريض بالهيكل التنظيمي لمديريات الشؤون الصحية في المناطق والمحافظات بمدير الشؤون الصحية مباشرة، ويكون الترشيح لمديري التمريض في المناطق بالتنسيق مع الإدارة العامة للتمريض في الوزارة، على أن يتم التكليف لمدة عام واحد فقط، ومراعاة دعم إدارات التمريض من مديري الشؤون الصحية، واعتماد إدارات التمريض في المناطق عضواً أساسياً في اللجان الفنية التطويرية، ولجان الجودة الشاملة ولجان النقل والتوزيع للتمريض في المنطقة، وإعادة النظر في جميع مديري التمريض في المناطق بحسب الإنتاجية الفعلية لكل إدارة تمريض والبقاء للأصلح، ومنع التسرّب خارج العمل التمريضي، واستبقاء التمريض لخفض كلفة عمليات التعاقد، ودعم برنامج الإحصاء الإلكتروني من خلال الإنترنت لتسهيل مهمة مديري التمريض في تقارير الإحصاء الدورية للتمريض، وتحديد الموارد المتاحة والإشراف على العمل والعاملين في المنطقة لضمان تحقيق رسالة الإدارة والمهمات المنصوص عليها في الوصف الوظيفي. ولفت إلى تشكيل فرق للجولات الإشرافية من الإدارة العامة للتمريض في وزارة الصحة لزيارة إدارات التمريض ال20 في المناطق ومديريات الشؤون الصحية، لتقويمها بناء على معايير تم اعتمادها لتقويم الإدارات التمريضية بالمناطق.