أكدت القوى الكردية في كركوك تمسكها بشمول المحافظة في عملية التصويت على الاستفتاء المزمع إجراؤه نهاية الشهر المقبل في شأن انفصال إقليم كردستان. وأعلنت «الجبهة التركمانية» رفضها ل «الخطوة غير الدستورية» وأن يحصل شعب على حقوقه على «حساب الآخرين». وكان «المجلس الأعلى للاستفتاء» في إقليم كردستان قرر إرسال وفد إلى بغداد للتفاوض في شأن الانفصال «بما فيها المناطق المتنازع عليها»، وسط رفض القوى العربية والتركمانية إجراء الاستفتاء في المحافظة المزمع إجراؤه في 25 من أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال آسو مامند مسؤول تنظيمات «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني في كركوك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع ممثلي القوى الكردية: «نعلن تأييدنا لإجراء الاستفتاء في كركوك ونطالب بإجراء الانتخابات المحلية فيها من دون تأجيل أسوة بالمحافظات الأخرى، أو فرض قيود وشروط لا تراعي الوضع الخاص للمحافظة، كما نرفض بقاء الوضع على ما هو عليه في تحجيم صلاحيات المجلس الجديد خصوصاً في ما يتعلق بقرار الاستفتاء». ويجري محافظ كركوك نجم الدين كريم، وهو قيادي في حزب «طالباني»، محادثات في واشنطن مع أعضاء في الكونغرس ومسؤولين في الإدارة الأميركية، أكد خلالها أن «المناطق المتنازع عليها ستشارك في الاستفتاء، أما في شأن الخلافات المتعلقة بالنفط والثروات فستناقَش (هذه) لاحقاً مع بغداد». يأتي ذلك في وقت نقلت صحيفة «شرق» الإيرانية عن ملا بختيار القيادي في «الاتحاد الوطني» أن «محادثات وفد الحزب التي أجراها أخيراً مع المسؤولين الإيرانيين في طهران لم تتناول ما يتم طرحه من إقامة إقليم مستقل في كركوك»، وأكد أن «الاستفتاء سيجرى في المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك، حتى إن رفضت بغداد». من جانبه أوضح رئيس «الجبهة التركمانية» أرشد الصالحي في بيان أمس، أنْ «ليس كل ما تتداوله وسائل الإعلام بالنسبة إلى مواقفنا صحيح في شأن الاستفتاء، بعضها يعبر عن وجهة نظر خاصة». وأشار إلى أن «الاستفتاء غير دستوري وغير قانوني، وحق الشعوب مكفول دولياً لكن ليس على حساب الآخرين، ولا نضمن مستقبل شعبنا في ظل فقدان الثقة بيننا وبين الكرد، فلنتحاور ولنتفق نحن مكونات هذه المناطق من مندلي إلى زاخو». وأضاف أن «مستقبل مناطقنا التركمانية يتعلق بنوايا بغداد وأربيل تجاهنا، ونرفض أن يُرْفَع العلم الكردي فوق المناطق التركمانية، والقضاء هو الفيصل بيننا». وعد النائب حسن توران، عضو اللجنة القانونية البرلمانية، (تركماني) أن «كركوك خارج حدود الإقليم بموجب المادة 143 من الدستور، ولا مبرر قانونياً يمنح الحق بإخضاعها للاستفتاء». ووصف مسؤول منظمة «بدر– فرع الشمال» محمد مهدي البياتي وهو تركماني، الخطوة في بيان بأنها «مؤامرة لتقسيم البلاد»، ودعا «العراقيين إلى عدم السكوت». من جانب آخر، كشف هيمن هورامي، مسؤول الشؤون السياسية والعلاقات في «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامة رئيس الإقليم مسعود البارزاني، عبر حسابه في «تويتر» أنه «سيكون هناك 12 ألف مركز اقتراع في 2000 مركز للتصويت، وسيكون مجموع عدد صناديق التصويت 43 ألف صندوق»، مضيفاً أن «تلك الصناديق ستكون جاهزة للتصويت بحلول اليوم الأول من شهر أيلول (سبتمبر)»، وذكر أن حزبه «بهدف إنجاح الاستفتاء تنازل عن كل شروطه من أجل تفعيل برلمان الإقليم». ويتزامن ذلك مع دعوة حزب طالباني إلى «إرسال وفد رفيع المستوى إلى بغداد لطرح التطلعات وحقوق الشعب الكردي وأولها الاستفتاء والمناطق المستقطعة، المتنازع عليها مع بغداد، وما تعرض له الإقليم من ظلم اقتصادي وخرق المادة 140 الدستورية المتعلقة بتلك المناطق، والوقوف على أسباب خفض تمثيل الكرد في الحكومة الاتحادية إلى وزيرين فقط، وتهميش دور البيشمركة إعلامياً وحرمانها من التسليح والدعم المالي».