أكد مسؤولون ونواب أكراد أن إقليم كردستان ماض في تنظيم استفتاء على الانفصال عن العراق، على رغم التحفظات الإقليمية والدولية والمحلية، خصوصاً الرفض التركي والإيراني، وسيزور وفد من حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة جلال طالباني، أنقره خلال ايام بعد محادثاته مع المسؤولين في طهران الأسبوع الماضي. وقال مسؤول الهيئة التنفيذية في المكتب السياسي للحزب ملا بخيتار، خلال مؤتمر صحافي مساء اول من امس ان «المسؤولين الإيرانيين اكدوا رفضهم إجراء الاستفتاء. لقد قالوا كلمتهم وقلنا كلمتنا، هم رفضوا ونحن دافعنا عن الاستفتاء». وأوضح: «قلنا لهم لم نقرر إجراء الاستفتاء في شكل أحادي، وسنناقش مطالبكم مع الأحزاب الأخرى، لنرى إلى أين يتجه الأمر بعد ذلك، لأن القرار جاء بالتوافق بين 16 حزباً، والآن مواقف الدول معروفة، وكذلك مواقف رئيس الإقليم مسعود بارزاني التي يجب تقييمها في شكل دقيق»، مشيراً إلى «وجود سوء فهم لدى الدول ومنها إيران». وعن قرار بارزاني إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تشرين الثاني (نموفبر) المقبل، قال بختيار ان «السؤال هو هل تستطيع المفوضية العليا للانتخابات إجراءها في الموعد المحدد؟ إذا كان هناك إمكان لإجرائها فنحن في الاتحاد الوطني ليس لدينا أي مانع». وكان رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قال خلال استقباله وفد «الاتحاد الوطني» برئاسة كوسرت رسول الاثنين الماضي ان «الحديث عن استفتاء في إقليم كردستان سيودي به إلى عزلة وممارسة ضغوط على الأكراد، وإضعاف كردستان وفي النهاية كل العراق». إلى ذلك، قالت النائب عن الحزب «الديموقراطي الكردستاني» اشواق الجاف ل «الحياة» ان «الاستفتاء شأن داخلي مع بغداد، وسبق لإيران وتركيا ان اعترضتا على اجراء الانتخابات في الإقليم في تسعينات القرن الماضي لكنها أجريت». وأضافت ان «الحديث عن عزل كردستلن غير صحيح، اذ ان ايران وتركيا في حاجة الى طريق بري، والإقليم يمثل سوقاً مهمة لهما»، لافتة الى ان «كلا الدولتين في وضع لا تحسد عليه بسبب تدخلاتها في ازمات إقليمية»، وزادت «نحن ماضون في إجراء الاستفتاء على الاستقلال ضمن الأطر الدستورية والقانونية والحوار مع بغداد». وكان الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين دعا المسؤولين الأكراد الى التراجع عن الاستفتاء المزمع إجراؤه يوم 25 من أيلول (سبتمبر) المقبل، معتبراً ان «القرار خطأً». ويتوقع أن يزور وفد من «الاتحاد الوطني الكردستاني» للبحث في الاستفتاء مع المسؤولين في أنقرة على ان يتم إرسال وفد آخر يضم القوى الكردية من مختلف الأحزاب الى بغداد وسط توقع أن تكون المفاوضات شاقة، في ظل التحفظات التي تبديها الحكومة المركزية والخلافات على النفط.