باشر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة نجيب ميقاتي أمس مشاوراته النيابية في مقر المجلس النيابي، وقال لوكالة «رويترز» إنه سيسعى إلى تشكيل حكومة من التكنوقراط إذا رفض أنصار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الإنضمام الى حكومته. وأكد ميقاتي الذي استمع أمس الى آراء 15 كتلة نيابية، فضلاً عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري وثلاثة رؤساء حكومة سابقين ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، انه لن يتعجل في تشكيل الحكومة «اذ لا يحدد الدستور مهلة معينة». واعتبر في تصريحه ل«رويترز» ان «الحمل ثقيل ويحتاج إلى دعم الجميع في حمله»، موضحاً انه سيرى ما اذا كان «حزب الله يريد وزيراً في الحكومة، والمشاورات ستعطيني فكرة عن نوعية الحكومة التي أريد تشكيلها». بدأ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مشاوراته النيابية مع الرئيس بري، ثم التقى الرئيس الحريري في الحادية عشرة والدقيقة الخامسة والعشرين متأخراً خمس دقائق عن موعده، واستمر اللقاء ثلاث دقائق، وحين غادر سئل الحريري: هل ستشاركون في الحكومة؟ أجاب: «لشو؟» (لماذا). خلوة ومصافحة ثم التقى ميقاتي النائب ميشال عون بوصفه رئيساً سابقا للحكومة، فالرئيس فؤاد السنيورة، ثم مكاري. وكان بري عقد خلوة مع عون قبل ان ينتقل الأخير الى لقاء ميقاتي، ولدى مغادرة عون مكتب ميقاتي، صافحه السنيورة وهو في طريقه للقاء رئيس الحكومة المكلف. كتلة «التنمية والتحرير» ثم استقبل ميقاتي كتلة «التنمية والتحرير» برئاسة بري، وصرح الامين العام للكتلة انور الخليل بأن الكتلة «طالبت بأن تكون اولويات الحكومة العتيدة: مواكبة قضية الامام موسى الصدر ورفيقيه، واصدار المراسيم التطبيقية لقانون النفط، واستكمال تعويضات اضرار الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006 وما سبقها من حروب اسرائيلية، ووضع حجر الاساس لاطلاق مشروع ري جنوب الليطاني والسدود المائية وسد العاصي، واعادة تشغيل مصفاتي طرابلس والزهراني بعد ربط الاخيرة بخط النفط من العراق عبر مدينة بانياس السورية». كما طالبت الكتلة بحسب الخليل، ب»قانون انتخاب على أساس المحافظة والنسبية، ومعالجة ملف الكهرباء، والمباشرة في التعيينات الادارية وملء الشواغر وتعزيز اجهزة الرقابة، واتخاذ الخطوات والتدابير التي من شأنها البدء بمعالجة الاوضاع المترتبة على الازمة الاقتصادية - الاجتماعية وتلبية مطالب الاتحاد العمالي العام، ودعم مثلث الجيش والشعب والمقاومة». كتلة «المستقبل» وفي الواحدة من بعد الظهر، التقى ميقاتي كتلة «تيار المستقبل» برئاسة السنيورة، وغياب الحريري. وتلا السنيورة بعد اللقاء نص مذكرة سلمتها الكتلة الى الرئيس المكلف (النص في مكان آخر)، وحين سئل السنيورة عن قضية ال11 بليون دولار، قال: «الحكومة التي ألفتها، هي أول حكومة طرحت أمام اللبنانيين جميعا أهمية تطبيق الرقابة الصحيحة الكاملة على كل ادارات ومؤسسات الدولة، وبالتالي لا يحاول احد ان يزايد على هذا الامر، فالامر هو بأن يوافق المجلس النيابي على القانون الذي هو في ادراج المجلس منذ خمس سنوات». وكان الرئيس الحريري ترأس اجتماعاً ظهراً لكتلته في «بيت الوسط» وجرى عرض لآخر التطورات السياسية في البلاد وموقف الكتلة من المشاورات النيابية الجارية في المجلس النيابي لتشكيل الحكومة. «الوطني الحر» والتقى ميقاتي كتلة نواب «التيار الوطني الحر» برئاسة عون الذي قال: «شكل الحكومة غير محدد، لذلك تمنينا على رئيس الحكومة المكلف أن يسرع ويختصر الوقت قليلاً، لأن المواقف كلها واضحة، ويؤلف الحكومة بأقصر وقت ممكن، وأن تكون الحكومة من اصحاب الكفاءات ومغطاة سياسياً من مكونات هذه الحكومة، لأننا نسمع ان هناك أشخاصاً لا يريدون دخول الحكومة، فإذا غطيت سياسياً من الذين يؤيدون الحكومة وفيها الكفاءات البشرية والاختصاص الكافي وتكون منسجمة وتستطيع أخذ القرارات، لا يمكن ان يستمر الفراغ سنوات كما استمر سابقاً، ويبقى الى ما لا نهاية. يعني ان تكون الحكومة، حكومة أكثر من قرار، وفي مختلف الميادين هناك الإنماء والسياسة الدولية، وسياسة شرق أوسطية، كما لدينا قرارات متعددة يجب أن تكون الحكومة قادرة على أخذها وطبعاً لمصلحة لبنان وليس لمصلحة فئات». واضاف عون: «طبعاً ستواجه مواضيع محددة قبل حصول الأزمة، وفي مقدمها قضية الفساد والتي سنكمل بها، الملفات المفتوحة خصوصا الأموال التي كانت تهدر وتعود وتصرف وهي جزء من موازنة الطبابة، المدارس وموازنة الأشغال، كل هذه الأموال التي تهدر يجب أن توظف بشكل سليم، لأن كلفة الدين وحدها تشكل بين 40 و44 في المئة من الموازنة». وعما اذا طالبت الكتلة بحقيبة المال، قال: «لم أطالب بأي وزارة، أنا مطمئن للوزارة ككل التي ستشكل وهذا شيء جيد». وعن مطالبة الرئيس السنيورة بضمانات بعدم إلغاء المحكمة الدولية، قال: «لن يكون هناك إلغاء للمحكمة بل عدم مساهمة لبنان فيها، ونحن طالبنا بعدم مساهمة لبنان فيها، وأسأل لماذا لم يؤخذ رأيي ورأي أي نائب عندما أرسل رئيس الحكومة السابق موضوع المحكمة الدولية وسأل هل انت موافق على المحكمة الدولية، هل سأل أحد إذا كنت وافقت على هذه المحكمة؟». وحين قيل له ان الموضوع وارد في البيان الوزاري، أجاب: «كبيان، كواقع معين، الان قدمنا به طعناً، ولنا الحق، كان عملاً سياسياً ناقصاً، لم يمر عبر رئاسة الجمهورية، ولا المجلس النيابي حتى نحن لو كنا ايدناها بأقل من الثلثين ما كانت لتمر، لا يمكن لأحد أن يتخذ القرار خارج إطار الدستور ويبقى ناجزاً، بالنسبة الينا لم تحصل». واشار الى رسالة كان ارسلها «الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 30 آذار (مارس) 2007 قلت له بعدم الإستمرار في الدعم المفرط لحكومة السنيورة وعرضت الأسباب من اجل التمكن من انشاء المحكمة وفقا للأسس الدستورية، لكنهم استمروا في الدعم المفرط حتى «فرطوا». الآن أو قبل قليل والمحكمة لم تصبح دستورية بالنسبة الينا، نحن نحترم قوانينا ونحترم أنفسنا، وأيضا لماذا هذه الضجة العالمية الكبيرة، إذا سقط رئيس حكومة في لبنان؟ لماذا في تونس مسموح للشعب الإطاحة بالنظام، ونحن في المجلس النيابي ووفقاً للأسس الدستورية، وما جرى منذ يومين، هل هو معقول؟ حريق وتكسير وإطلاق نار، معقول هذا؟». وعن اعتبار نواب «المستقبل» ان تكليف الرئيس ميقاتي غير ميثاقي، ردّ عون: «لا أحد يعلمنا الميثاقية، عشنا ثلاث سنوات من دون ميثاقية، السنّة سيكونون بكامل عدتهم وعتادهم، والذين يؤيدون الرئيس ميقاتي من السنّة كافون». «البعث» و»القومي» وفي الرابعة والنصف استأنف ميقاتي مشاوراته مع الكتل النيابية، وجرى تعديل على جدول اللقاءات، وبعدما كان مقرراً لقائه كتلة «الوفاء للمقاومة»، التقى كتلة نواب «حزب البعث» وتضم النائبين عاصم قانصوه وقاسم هاشم. واعلن قانصوه بعد اللقاء ان «الكتلة أملت بقيام حكومة انقاذ وطني وتمنت مشاركة تيارالمستقبل فيها». ثم التقى ميقاتي كتلة نواب الحزب «السوري القومي الاجتماعي»، وتضم النائبين أسعد حردان ومروان فارس. وشدد حردان بعد اللقاء على «اهمية الانماء كمسألة اساسية». وعن السلاح الفلسطيني قال: «نحن مع اقامة حوار في هذا الشأن يراعي مصلحة لبنان والشعب الفلسطيني». «الوفاء للمقاومة» ثم التقى ميقاتي كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد الذي قال بعد اللقاء: «بعدما جرى تكليف الرئيس ميقاتي وفق الأصول الدستورية لتشكيل الحكومة، جئنا لنؤكد أننا نطالب بحكومة شراكة وطنية وإنقاذ وطني يتعاون فيها الجميع لما فيه مصلحة هذا البلد وقوته ومناعته وقدرته على مواجهة التحديات المصيرية من قبل العدو الاسرائيلي ومواجهة التحديات التي تعترض حياة اللبنانيين من الهم المعيشي والمشاكل اليومية الى ارتفاع الاسعار والاهتمام بالإصلاح المالي والإداري وملء الشواغر والحضور الجدي الفاعل مع المواطنين لمعالجة ملفاتهم». وأضاف: «كفانا شعارات وطروحات كبيرة لا إمكانية لتطبيقها نحن بصدد مرحلة، خصوصاً اننا نعايش ما يجري في المنطقة من اضطرابات بسبب قلة الاهتمام بالمواطنين وبالحرص على استقرار امنهم الاجتماعي والمعيشي». وعن لائحة مطالب كتلة «المستقبل» ورفضها المس بالمحكمة الدولية، قال رعد: «لم نقدم دفتر شروط للرئيس المكلف ولا يقبل احد من اللبنانيين مصادرة بقية عهد رئيس الجمهورية ولا مصادرة صلاحيات المؤسسات الدستورية التي يجب ان تعمل وفق الاصول الدستورية والقانونية». وعن مسألة السلاح الموجه الى صدور الناس الوارد في مذكرة «المستقبل»، قال رعد: «اعتقد ان المقاومة الموجودة في لبنان مثال ونموذج يحتذى به من قبل كل أحرار العالم، سلاحها يوجه الى العدو الاسرائيلي والتعاطي مع الشأن الداخلي تعودنا ان نتعاطى بكل حكمة معتمدين على روح الحوار في معالجة كل المسائل الداخلية لكن يبدو ان تأثيرات القبلات لا تزال جاثمة على وجنات بعضهم». وعن السلاح الفلسطيني، قال: «كل واحد حر يطرح ما يريده، نحن لم نطالب بحقائب محددة لكننا ننتظر كيفية التشكيل». جبهة «النضال الوطني» والتقى ميقاتي «جبهة النضال الوطني» برئاسة وليد جنبلاط الذي قال بعد اللقاء إن «الجبهة تشاورت مع الرئيس المكلّف وتبادلت معه الأفكار حول كيفية مساعدته في مواجهة التحديات لتشكيل الحكومة»، وشدّد جنبلاط على «أهمية أن تأخذ اللعبة الديموقراطية أبعادها بعيداً من اللجوء إلى الشارع من أي فريق، لأننا رأينا كيف أن اللجوء الى الشارع وبعض الخطابات المتشنجة والتصريحات التحريضية تعرض أمن البلاد بأسرها للخطر». ودعا الى «احترام حق اللبنانيين بالعيش وإزالة المخاوف»، وقال: «علينا مسؤولية كسياسيين ان نحترم رغبة اللبنانيين في العيش بسلام»، مؤكداً أنها «ليست المرة الأولى التي يزيح موقتاً أحدهم، ويأتي أيضاً موقتاً أحدهم. ما من أحد منا دائم أليس كذلك». وأضاف: «أما الذين يعطون النصح، من أميركا وغيرها، فأفضل ألّا يعطونا النصح. رأينا تجارب أميركا الناجحة جداً، في تونس وغير تونس، فليتركوا تونس ومصر لشعبيهما يقرران، وليتركونا نحن للتنوع اللبناني ان نقرر، لأن لبنان ليس بتونس وليس بغير تونس، لبنان له حيثيات خاصة جداً دقيقة، علينا ان نحترمها وبخاصة ان نؤكد على الحوار في أوج الأزمات». المر: ليجرب سوانا الوزارة والتقى ميقاتي كتلة النائب ميشال المر التي تضمه وحفيدته النائب نايلة تويني. وقال المر بعد اللقاء: «تمنيت عليه الإسراع في تشكيل الحكومة، وليست لدينا أية مطالب، بل فقط التسريع في تأليفها. وأظن أن بعد 20 سنة لعائلة المر في الحكم، يجب أن نجرب سوانا، لا أحد منا مرشح الى منصب وزاري، ليس لدينا هذا الطموح. ويحق للوزير الياس المر أن يرتاح، وليست لديه رغبة في أن يتم توزيره وهو في فترة نقاهة (غادر أول من أمس إلى باريس). والتقى ميقاتي كتلة «نواب زحلة» ولم يشارك في اللقاء عضو الكتلة عقاب صقر الذي صرح من ساحة النجمة انه لم يشارك في «الاستشارات الشكلية والتي لا معنى لها، كونها اعترافاً بحكومة الأمر الواقع، ولأن ما كتب قد كتب». ثم التقى ميقاتي تباعاً كتل نواب «القوات اللبنانية»، نواب «الكتائب»، «وحدة الجبل»، «لبنان الحر الموحد»، «القرار الحر»، مختتماً اليوم الأول بلقاء كتلة «التوافق الأرمني».