خلال العقود الخمسة التي تلت انطلاق «ربوكاب» في 1997، ثابر علماء الروبوت على تطويره ليصل إلى وضعه الحاضر، إذ صار الروبوت آلة تماثل البشر في الحركة والوزن، ما جعل تلك الآلات المؤتمتة مؤهلة لخوض مونديالها الأول مع البشر. وبعد سنوات من اللعب المشترك مع البشر، توقّف مونديال «روبوكاب» المخصّص حصريّاً لكرة قدم الروبوت، لأن اللعب المختلط بين الإنسان والآلات المؤتمتة وصل إلى مرحلة النضج التام. وفي الأصل، تصوّر منظّمو «روبوكاب» أن يصلوا إلى اللعب المشترك مع فرق بشرية في عام 2050، وهو أمر تحقّق فعليّاً بفضل تطوّرات علميّة متشابكة. وعبر مسار صعد بتؤدة، تطوّرت أردية رياضيّة ذكيّة ومتينة، وهي منسوجة من أنابيب النانو كربون التي باتت أساساً في صناعة هياكل معظم المركبات الآليّة، بل حتى تلك التي ترتاد الفضاء. وشيئاً فشيئاً، تمكّن البشر من اللعب مع الروبوت، من دون خوف من الارتطام بالروبوت الذي صارت مكوّناته بمعظمها من النانوكربون الخفيف والمتين. وبالتدريج، استعار لاعبو كرة القدم تصميم بذلات ال «بيسبول» وال «ركبي»، في صنع بذلات وخوذ وقفازات، تجعل ارتطامهم بالروبوت المندفع مأموناً، كأنه ارتطام مع جسد بشري. وسرعان ما انتشر اللعب المشترك بين البشر والآلة، وعزّزه انتشار لمسابقات الشطرنج المشتركة أيضاً، بعد أن عاد الإنسان إلى التفوّق على الكومبيوتر في تلك اللعبة. ومع تبني الروبوت في أعمال يوميّة، كالتمريض والجراحة وحمل البضائع، وخدمة المقاهي والمطاعم، والعمل في ردهات الفنادق، صار «اللعب» يومياً بين البشر والروبوت. ولم يكن المونديال المختلط الأول بين البشر والروبوت، سوى استمرار لذلك «اللعب» اليومي المشترك بين الإنسان وآلات الذكاء الاصطناعي!