تمكّنت القوات العراقية أمس من تحرير حي الزنجيلي، في الجانب الأيمن لمدينة الموصل، بالكامل لتقترب من مشارف المدينة القديمة، وسط توقعات بحسم المعركة خلال الأيام المقبلة، فيما أعلنت الشرطة العراقية أمس، عن مقتل أكثر من 30 شخصاً في هجوم شنه «داعش» على بلدة سنّية جنوب الموصل. وتعتبر منطقة الزنجيلي من أهم وأكبر معاقل تنظيم «داعش»، وهي الأخيرة قبل الوصول إلى «الموصل القديمة» المكتظة بالسكان حيث يرى مراقبون أن عملية طرد عناصر التنظيم منها ستكون بالغة الخطورة والتعقيد. إلا أن عضو مجلس محافظة نينوى حسام العبار توقع تحريرها خلال فترة وجيزة. وقال ل «الحياة» إن «اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة عقدت اجتماعاً موسعاً مع القيادات الأمنية للاتفاق على آلية مسك الأرض في المناطق المحررة». وأضاف: «تم الاتفاق على أن تتولى الشرطة المحلية عملية مسك الأرض بالتعاون مع قوات الجيش العراقي مع تكثيف الجهد الاستخباري لملاحقة الخلايا النائمة وتتبع العناصر الهاربة التي تحاول العبث بأمن المناطق المحررة». وأشار العبار إلى أن «أيام داعش في الموصل باتت معدودة جداً، ويجب الاستعداد أكثر لمرحلة من بعد التحرير». وكان قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أعلن أمس أن «قوات الشرطة الاتحادية تسكتمل تحرير حي الزنجيلي بالكامل وتشرع في عملية واسعة لإزالة الألغام والأفخاخ». وأضاف جودت في بيان أن «القوات عثرت على معمل كبير يحوي أجهزة حديثة لتصنيع قاذفات الصواريخ الأنبوبية وكميات كبيرة من المتفجرات والمقذوفات الحربية». وأفاد قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبدالأمير رشيد يار الله أن «قطعات فرقة المشاة الخامسة عشرة تحرر قرى الزرنوك وشيخ قرة العليا والمهافيف ودام سنجار وتل خيمة وبغلة غرب سلسلة جبال عطشانه وترفع العلم العراقي فيها». وأحبطت قوات «الحشد الشعبي» أمس هجوماً من محاور عدة لتنظيم «داعش» على طرق الإمداد بغداد– الموصل وقتلت ما لا يقل عن 17 عنصراً من المهاجمين. وقال المتحدث باسم قوات «وعد الله» المنضوية في «الحشد الشعبي»، حيدر المحمداوي «في الساعات الأولى من يوم السبت (أمس) شنت قوى الظلام الداعشية هجوماً واسعاً من محاور عدة على طرق الإمداد بغداد-موصل». وأضاف أن المحاور شملت مناطق جنوب غربي صحراء نينوى وجبال مكحول والشرقاط، مشيراً إلى أن قوات «وعد الله» تصدت في هجوم يعتبر الأعنف من نوعه مقارنة بالشهور السابقة. وأضاف المحمداوي أن «الاشتباك اشتد في مراحل عدة من المواجهة وصولاً للاشتباك المباشر بالأسلحة الخفيفة». وكانت قوات «الحشد الشعبي» أعلنت مساء الجمعة انتهاء عمليات «الحشد» غرب الموصل، وقال نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس في مؤتمر صحافي إن «العمليات حققت جميع أهدافها»، مضيفاً أن «الحشد ومنذ إنطلاق العمليات حرر 14 ألف كيلومتر مربع، وحرر 360 قرية وقتل فيها ألفي داعشي». وأشار المهندس إلى أن «الحشد الشعبي جاهز لتحرير تلعفر وينتظر أوامر القائد العام للقوات المسلحة»، ولفت إلى أنه «بعد إكمال تحرير الحدود بالكامل سيتم تسليمها إلى شرطة الحدود». في هذه الأثناء كشفت النائب عن «التحالف الكردستاني» فيان دخيل، عن إجلاء نحو ثمانية آلاف عائلة من قطاع عمليات الحشد، محذرة من «دفع الثمن باهظاً». وقالت دخيل في بيان، «بقلق بالغ نتابع إجلاء آلاف العائلات طوال الأسابيع الأربعة الماضية من مناطق غرب نهر دجلة وتحديداً بمناطق قضاء البعاج وناحية القيروان والقرى التابعة لهما والمتاخمة لقضاء شنكال وتلعفر أيضاً، نحن نؤيد بشدة التعامل الإنساني مع العائلات والمدنيين غير المتورطين بجرائم داعش بتلك المناطق، ونشد على أيدي كل من يقدم الدعم الإنساني واللوجستي لهم بعد إنقاذهم من قبضة إرهاب عصابات داعش الإجرامية». وأردفت «ألا يوجد دواعش بين هذه العائلات، ألا يوجد بينهم من ذبح أهلنا في شنكال وخطف الأطفال والنساء وباع واشترى فيهم». وأضافت دخيل «اذا كان كل هؤلاء أبرياء، فمن الذي شارك في اجتياح شنكال؟ واذا كان هناك من يزعم أن الإرهابيين الأجانب قاموا بذلك، نقول إن نحو 90 في المئة من الدواعش في قضاء البعاج وناحية القيروان هم من أبناء تلك العشائر المتورطين ليس في قتل وخطف الإيزيديين في شنكال، بل أنهم ساهموا في شكل فاعل في قتل وتهجير الأكراد الشيعة بشنكال والتركمان الشيعة في تلعفر، إضافة الى مشاركتهم في الأعمال الإرهابية بمركز الموصل وسهل نينوى ضد المسيحيين وضد الشبك والتركمان من المكون الشيعي، إضافة الى الإيزيديين في ناحية بعشيقة». وتابعت أن «هناك ضغطاً من قبل شخصيات سياسية وعشائرية داخل الحكومة أو مقربة منها تدفع باتجاه مبدأ عفا الله عما سلف تحت غطاء المصالحة الوطنية، لكننا نؤكد أننا نرفض رفضاً قاطعاً المصالحة مع الدواعش، وأن من يسعى الى ذلك هو خائن لدماء الأبرياء من أبناء الأقليات».