بدأت قوات الأمن العراقية تغيير تكتيكاتها في معركة الموصل لكسر دفاعات «داعش»، وفتح جبهة شمال المدينة لإطباق الحصار على التنظيم في المدينة القديمة المطلة على نهر دجلة. إلى ذلك، قال قائد في قوات «الحشد الشعبي» انها ستنقل المعارك الى الحدود السورية، بعد تمكنها من استعادة قضاء الحضر الذي كان يمثل عقدة مواصلات بين الموصل وسورية غرباً، ومحافظة الأنبار جنوباً، حيث «ولاية الفرات» عند بلدة القائم. وقال ضابط كبير في الموصل ل «الحياة» إن قواته «تخطط لتغيير بعض تكتيكات المعركة وتستعد لشن هجوم حاسم على مسلحي داعش المتمترسين في المدينة القديمة وسط المدنيين، وستفتح جبهة جديدة عبر الأحياء الشمالية بدءاً من أحياء مشيرفة والهرمات و17 تموز على أن تواصل تقدمها من الغرب من أحياء الصحة والثورة والاصلاح الزراعي، بينما تنتشر قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع جنوباً عند أقرب نقطة مع التنظيم قرب جامع النوري». وأوضح أنه تم وقف العمليات في المدينة القديمة «خوفاً على المدنيين، ويشن طيران التحالف الدولي والجيش غارات دقيقة على مواقع التنظيم، بناء على معلومات مهمة تصل الى قيادة الجيش من الأهالي المحاصرين». إلى ذلك، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس، إن قواته «تندفع في اتجاه المنطقة المحيطة بجامع النوري من محور باب جديد وقضيب البان تحت غطاء من القصف الصاروخي». وأضاف أن «طائراتنا المسيّرة استهدفت ثكنات الدواعش قرب المنارة الحدباء وقتلت 30 إرهابياً ودمرت 12 هدفاً متحركاً». وأعلنت خلية «الإعلام الحربي» في بيان أمس، تدمير مواقع ل «داعش» غرب الموصل، وأوضحت في بيان أن «طائرات مقاتلة نفذت اليوم (أمس) غارات على مواقع للقناصة والمدفعية التابعة للعصابات الإرهابية في منطقة رأس الجادة قرب الجسر الخامس، ما أسفر عن قتل أربعة منهم وإصابة عدد آخر». وأضافت أن «غارات أخرى استهدفت مضافة في أطراف تلعفر قتل خلالها أبو جابر الروسي، وهو المسؤول الأمني عن ريف القضاء في التنظيم، ويعد من المقربين جداً من أمير المنطقة». من جهة أخرى، أعلن القيادي في «الحشد الشعبي» كريم النوري أمس، «نقل المعركة إلى الحدود السورية»، وأضاف: «بعد تحرير البعاج والقيروان الواقعتين غرب الموصل سنكون فتحنا خطاً كاملاً نحو سورية وأكملنا سيطرتنا على أهم طرق إمداد داعش ومحاصرته في الموصل لتكون المعركة داخلية». وتابع: «بعد تحرير هذه المناطق ستبقى الحدود غير مؤمنة في شكل كامل لأن التنظيم يستغل الوديان والأنفاق ومناطق أخرى لعبورها»، لافتاً الى أن «تحرير المناطق غرب الموصل سلسلة من معاركنا المستمرة لقطع كل امدادات داعش وتأمين الحدود». في سياق آخر، أعلن مدير شؤون المخطوفين الإيزيديين في إربيل حسين قائدي تحرير أكثر من 3 آلاف كردي إيزيدي محتجزين لدى «داعش»، حتى الآن، وقال خلال مؤتمر صحافي: «تم تحرير 36 كردياً إيزيدياً من قبضة التنظيم الليلة الماضية»، مضيفاً أن «المحررين هم 5 رجال و5 سيدات و26 طفلاً». وأضاف: «تم تأمين كل حاجات المحرّرين وجميعهم من أهالي سنجار»، موضحاً أن «تحرير ال 36 جاء بناء على خطة محكمة بالتعاون مع القوات الأمنية والبيشمركة وعدد من المتطوعين في مناطق محيطة بالموصل».