تمكنت قوات الأمن العراقية أمس من تدمير مواقع ل «داعش» في الجانب الأيمن للموصل وقتل قادة بارزين في التنظيم، وأقام الجيش جسراً عائماً عبر دجلة يصل شطريها استعداداً لاقتحام وسط المدينة، فيما أعلن «الحشد الشعبي» تحرير بلدة القيروان، مؤكداً أن الطريق باتت مفتوحة أمامه لإغلاق الحدود مع سورية. وأظهرت آخر خريطة للمناطق المحررة في الجانب الأيمن للموصل نشرتها أمس «خلية الإعلام الحربي» أن المساحة المتبقية التي يسيطر عليها «داعش» لا تتعدى 2 في المئة من مساحة المدينة. وقال قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت في بيان إن قواته «تمكنت من قتل القيادي أبو الحسن العراقي، مسؤول الهندسة في داعش، والقيادي محمد مجبل أبو عثمان، المسؤول العسكري في الجانب الأيمن خلال اشتباكات عنيفة في المدينة القديمة، وتمكنت من تحرير فتاة إيزيدية كانت مخطوفة في عملية استخبارية في منطقة حاوي الكنيسة». على صعيد متصل، قال قائد عمليات تحرير نينوى الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله إن «عناصر مديرية الهندسة نصبوا جسراً عائماً على نهر دجلة لربط الساحل الأيمن بالساحل الأيسر لتسهيل تنقل الوحدات العسكرية والمدنيين». وأوضح العقيد هيثم إن «الجسر مهم لإيصال تعزيزات إلى الشطر الغربي بسرعة، وحشد القوات بشكل مناسب لاجتياح المدينة القديمة في وقت قريب». وأضاف أن الجسر الذي أقيم في منطقة حاوي الكنيسة «سيوفر على المدنيين الهاربين مشقة القيام برحلة طويلة إلى أقرب نقطة عبور على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب الموصل». وتوقعت الأممالمتحدة الأسبوع الماضي نزوح 200 ألف شخص خلال توغل القوات. وقال عضو مجلس المحافظة حسام العبار إن «ما تبقى من عناصر داعش في الجانب الأيمن لا يتعدى 350 عنصراً». وأضاف أن «القوات المشتركة تستعد لتحرير أحياء الزنجيلي والشفاء والموصل القديمة قبل حلول شهر رمضان المبارك»، مشيراً الى أن «القوات الأمنية تسيطر على نحو 97 في المئة من مساحة هذا الجانب، وعدد الأهالي المحاصرين في تلك الأحياء يبلغ حوالى 35 الفاً وهم على أتم الاستعداد للتعاون مع القوات». إلى الغرب من محافظة نينوى، شنت القوة الجوية العراقية غارات على قضاء البعاج أسفرت، على ما جاء في بيان للجيش، عن «تدمير مخزن وقود بالكامل تابع لمسلحي داعش وقتل اثنين، كما تم تدمير مقر للحسبة وقتل تسعة بينهم اثنان من جنسيات عربية وتدمير أسلحة وأعتدة التي كانت داخل المقر». وأعلن الناطق باسم «الحشد الشعبي» أحمد الأسدي أمس تحرير منطقة القيروان، وأكد أن «استعادة البعاج وإغلاق الحدود العراقية السورية بالكامل باتا ممهدين أمام قواتنا». وأضاف «نزف الى شعبنا العراقي نصرنا الرباني الكبير بتحرير القيروان من دنس تنظيم داعش الإجرامي بالكامل وهزيمة قوى البغي والعدوان بسواعد الأبناء البررة وإرادة المقاتلين البواسل». وزاد أن «القيروان والقرى المحيطة بها انضمت إلى حدود الوطن والتحقت بسارية الدولة العزيزة المهابة وبات الطريق مفتوحاً وممهداً لاستعادة البعاج وإغلاق الحدود العراقية السورية بالكامل في وجه المردة الدواعش أعداء الله والإنسانية». وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش أكد اثناء جلسة مجلس الأمن الدولي أول من أمس ان «أيام داعش في العراق باتت معدودة وتحرير الموصل أمر محتم»، وأشار الى أن «قرابة 120 ألف نازح من الموصل عادوا إلى منازلهم في الأحياء المحررة». وأضاف: «منذ بداية العملية العسكرية لتحرير الموصل ترك 700 ألف شخص منازلهم، وتمكن نحو خُمس النازحين من العودة». ولفت الى أن «النازحين يعانون نقصاً حاداً في الغذاء ومياه الشرب، ويخاطرون بحياتهم أثناء عمليات القصف الجوي».