أعلنت قوات الأمن العراقية أنها حققت أهدافاً «حيوية» إثر توغلها في عمق ما تبقى من الأحياء تحت سيطرة «داعش» في الشطر الغربي من الموصل، فيما أكدت قوات «الحشد الشعبي» سيطرتها على ناحية «القحطانية» الإستراتيجية باتجاه الحدود مع سورية. وينفذ الجيش هجوماً من ثلاثة محاور لتطويق المدينة القديمة من محور حي الشفاء في محاذاة ضفاف دجلة، بالتزامن مع اقتحام الشرطة الاتحادية حي الزنجيلي المجاور، بينما تتولى قوات مكافحة الإرهاب الجهة الغربية وحي الصحة، في محاولة لاستعادة آخر معاقل التنظيم. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس: «أحرزنا تقدماً وسيطرنا على أهداف حيوية في حي الزنجيلي، بعد أن نشرت قطعاتنا مضادات للعجلات المدرعة والمفخخة في عمق 300 متر وسط الحي»، وأضاف أن «عناصر داعش يفرون ويتركون أسلحتهم، وسيطرتنا على مضافات ومركز إعلامي، فيما تستهدف مدفعية الميدان دفاعات العدو شمال المدينة القديمة». وأفاد مصدر أمني أن «اشتباكات ضارية دارت في محيط المستشفى العام بعد تطويقه في حي الشفاء، وقد تعرضت قوات الرد السريع والجيش لبعض الخسائر في معارك مجمع مباني مدينة الطب، في هجمات انتحارية مباغتة من عناصر التنظيم، ما أجبرها على التراجع موقتاً»، مشيراً إلى أن «جهاز مكافحة الإرهاب سيتمكن من السيطرة على حي الصحة قريباً جداً». وأظهرت لقطات مصورة شدة المعارك الجارية وضراوتها، وسط استمرار عمليات القصف المكثف وصعوبة فتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين، في وقت رفض قادة ميدانيون تحديد مهلة لإعلان حسم المعركة، بخلاف توقعات سابقة ذهبت إلى إمكان السيطرة على المدينة بحلول شهر رمضان. وأقرت قيادة العمليات المشتركة بقتل «قائدين كبيرين في الجيش خلال المعارك الجارية»، مشيرة إلى أنهما «العقيد في المشاة رفاق عبد الباقي ضاحي عزيز السعدون، والشهيد البطل العقيد درع أحمد كاظم أحمد جاهد التميمي آمر الفوج الأول». يأتي ذلك في وقت أكدت وسائل إعلام محلية «حظراً موقتاً للتجول في الجانب الأيسر للمدينة الخاضع لسيطرة الجيش في حيي الانتصار والسماح على خلفية تسلل عناصر من التنظيم». وفي محور غرب نينوى، أعلنت قوات «الحشد الشعبي» في بيان أمس «تحرير ناحية القحطانية بالكامل والبدء بتمشيط للقضاء والبحث عن العناصر الهاربة»، وأضافت أن «القوات تقدمت من محورين، باتجاه مجمع الجزيرة الحكومي غرب ناحية القحطانية بعملية التفافية». وتمتد القحطانية على مسحة مناطق صحراوية واسعة وصولاً إلى الحدود السورية، يجاورها قضاء البعاج الذي ما زال تحت سيطرة «داعش» إلى جانب قضاء تلعفر. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» قتل «29 إرهابياً وتدمير ست عجلات بضربات في منطقتي البعاج والقيروان، فضلاً عن حرق صهريج ودراجتين ناريتين وإعطاب عجلة تحمل أحادية وتدمير كدس للعتاد»، بعد السيطرة على قريتي رمبوس الشرقية والغربية، شمال القضاء.