فرقت قوات الأمن التونسية اليوم الثلاثاء تجمعاً نفذه عدد من الفنانين وسط العاصمة تونس في محاولة لتنظيم مظاهرة سلمية، فيما تباينت مواقف الأحزاب التونسية مما ورد في كلمة الرئيس زين العابدين بن علي أمس إلى الشعب التونسي. وبدأ عدد من الفنانيين بالتجمع أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة أبرز شوارع العاصمة التونسية، في محاولة للتظاهر السلمي للتعبير عن تضامنهم مع أهالي مدن القصرين وتالة والرقاب التي شهدت خلال اليومين الماضيين مواجهات دامية أسفرت عن 14 قتيلاً بحسب المصادر الرسمية، وأكثر من 35 قتيلاً بحسب مصادر حقوقية. غير أن وحدات من قوات الأمن سارعت إلى تفريق هؤلاء الفنانيين منهم المسرحي المعروف فاضل الجعايبي، والممثلة جليلة بكار، ومنعتهم من التجمع ، وبالتالي حالت دون تنظيم هذه المظاهرة السلمية. ويأتي تحرك الفنانيين التونسيين فيما شهد عدد من المناطق التونسية الليلة الماضية تجدد الإحتجاجات الشعبية التي تخللتها أعمال عنف وشغب وحرق لبعض المؤسسات الحكومية. وفي سابقة هي الأولى من نوعها منذ إندلاع هذه الإحتجاجات الإجتماعية في التاسع عشر من الشهر الماضي، تناولت الصحف التونسية اليوم هذه الإحتجاجات وذكرت أنها شملت مدناً في شمال ووسط وجنوب البلاد. ومن جهة أخرى، تباينت مواقف الأحزاب القانونية التونسية إزاء ما ورد في الكلمة التي توجه بها الرئيس زين العابدين بن علي أمس إلى الشعب التونسي، حيث ثمنت الأحزاب البرلمانية ما ورد فيها من إجراءات وقرارات، فيما إعتبرتها الأحزاب غير الممثلة في البرلمان أنها مخيبة للآمال. وكان الرئيس بن علي وصف ما يجري في بلاده بأنه "عمل إرهابي"، معلناً في نفس الوقت عن حزمة من القرارات والإجراءات لمعالجة مشكلة البطالة في بلاده، منها التعهد بتوفير نحو 300 ألف فرصة عمل خلال عامي 2011 و2012. كما قررت السلطات التونسية بعد هذه الكلمة تعليق الدروس في كافة المؤسسات التعليمية إبتداء من يوم أمس، ولمدة غير محددة، وذلك في إجراء هو الأول من نوعه منذ إندلاع الإحتجاجات الإجتماعية التي امتدت إلى مختلف المدن التونسية. يذكر أن تونس تعيش على وقع إحتجاجات إجتماعية منذ منتصف الشهر الماضي، تحولت خلال اليومين الماضيين إلى مواجهات عنيفة ودامية في عدد من المدن، وخاصة منها القصرين وتالة والرقاب التي سقط فيها عدد كبير من القتلى برصاص قوات الأمن.