توالت ردود الفعل على حديث رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي نشرته «الحياة» أول من أمس الجمعة، وتعددت التفسيرات لقوله إن التفاهم السعودي – السوري «أنجز قبل أشهر، والمطلوب خطوات إيجابية من الفريق الآخر لم يقم بأي منها»، فيما واصل الحريري زيارته نيويورك حيث التقى ليل أول من أمس وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي كانت اجتمعت مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأكدت مصادر أميركية موثوقة ل «الحياة» أن الوزيرة كلينتون نقلت للرئيس الحريري «اعتراض واشنطن على أي صفقة على حساب العدالة والمحكمة الخاصة بلبنان»، وشددت على دعم الإدارة الأميركية الحكومة اللبنانية الحالية واستقرار لبنان و «استقلاله السياسي». وأكدت المصادر أن الاجتماع الذي حضره مساعد الوزيرة لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان وكذلك مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي دان شابيرو ومستشارو الحريري، والذي استمر حوالى نصف ساعة، حمل رسالة أميركية «واضحة جداً» بخصوص المحكمة و «اعتراض واشنطن على أي صفقة من أي نوع على حساب المحكمة وتطبيق العدالة». وأفادت المصادر أن الاجتماع «عكس الانخراط المباشر من الوزيرة كلينتون في الملف اللبناني، وحرص الإدارة على منع أي خطوات من شأنها أن تعرقل مسار العدالة (صدور القرار الاتهامي) أو عمل المحكمة» والتي ترى فيها الإدارة «آلية دولية مفوضة من الأممالمتحدة». وشددت المصادر على أنها تتوقع من الحكومة اللبنانية «الالتزام ببنود الشرعية الدولية، التي أنشئت عليها المحكمة، وذكّرت بالتزام واشنطن دعم مؤسسات الدولة اللبنانية. وسيكون الموضوع اللبناني على طاولة المحادثات في قمة أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي غداً ووسط تحفظ أميركي عن أي جهود تسعى لتأجيل صدور القرار الاتهامي أو عرقلته. وذكرت المصادر أن الإدارة الأميركية تحاول زيادة تأثيرها في الموضوع اللبناني من خلال المحادثات التي أجرتها كلينتون، وأيضاً التأثير في سورية من خلال تعيين السفير ستيفن فورد في دمشق. أما المكتب الإعلامي للحريري فشدد على أن لقاء الحريري مع كلينتون تناول آخر تطورات عملية السلام وأن كلينتون أكدت دعم بلادها استقلال لبنان وسيادته. وفي بيروت تواصلت التعليقات على ما قاله الحريري ل «الحياة» في ظل ترقب لقائه مع خادم الحرمين الشريفين وما سيحمله من جديد، بينما واصل رموز من المعارضة و «حزب الله» التأكيد «أننا قمنا بما علينا والطابة في ملعب الفريق الآخر». وأشار مصدر في «قوى 14 آذار» الى أن «الالتباس بين قوى المعارضة والقوى الحليفة للرئيس الحريري يعود الى تعدد المفاهيم للاتفاق الذي أعلن الرئيس الحريري أنه منجز». وقال المصدر: «حين نتحدث عن اتفاق منجز فهو إشارة الى أمور وخطوات تكرس التهدئة وتعيد التواصل. وحين يتحدث الفريق الآخر عن تقدم في المسعى السعودي – السوري يرى فيه فقط أن يحصل تقدم نحو التخلي عن المحكمة الخاصة بلبنان وهذا غير موجود». وقال مصدر في المعارضة ل «الحياة»: «مهما كانت التكهنات حول ما يقصده الحريري في شأن ما هو مطلوب من الفريق الآخر، فإن هذه التكهنات لا تلغي قوله إن التسوية أنجزت». ولفت الى ان «بعض ما قاله الرئيس الحريري أثّر سلباً في بعض الأمور التي كانت مدار نقاش، منها تذكيره بتحالفاته الانتخابية».