حضَّ المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ خطباء بلاده على التحلي بالتهذيب والفطنة في خطابهم المنبري، وحذَّرهم من التصريح بالأسماء والتشهير بالمخطئين، لأن الخطيب «ليس سبَّاباً ولا شتَّاماً ولا مشهراً ولا شامتاً». ودعا رئيس هيئة كبار العلماء الخطباء إلى التركيز على مواجهة الفكر الإرهابي الذي قال إنه عمَّ أقطار العالم الإسلامي، بدعم «أعداء الإسلام وأعوانهم الذين استغلّوا ضعف المسلمين وجهلهم». ووصفَ آلُ الشيخ الذي عرف الظروف التي تدفع خطباء كثيرين للخروج عن الخطاب الشرعي المتزن، فارسَ المنبر المؤثرَ بأنه «لا يرغب في التفاف الغوغاء حوله، لكونه - كما يزعمون - شجاعاً وصريحاً. الشجاعةُ مطلوبةٌ، والصراحةُ مطلوبةٌ، لكن الشجاعة الحقة هي أن يقول الحق الواضح ويدلّل عليه، وأن يكون هدفُه إصلاح الأخطاء لا التشهير بها، وتقليل الأخطاء لا تكثيرها، ودحض الباطل لا انتشاره، فلا يغيِّر منكراً بمنكر، وإنما يغير المنكر والأخطاء بالمعروف، والحق، والصدق، وإجلاء الحقيقة للناس». جاء ذلك في كتيب جديد صادر عن وزارة الشؤون الإسلامية للمفتي العام أخيراً، سمَّاه « نصيحة للخطباء»، وفيه وجَّه حديثه للخطباء قائلاً: «إننا نواجه فكراً إرهابياً عَمَّ كثيراً من أقطار العالم الإسلامي، فلابدّ أن نعالج هذا الفكر الإرهابي في ضوء الكتاب والسنة في خطبنا بين آنٍ وآخر، فنوجّهَ أفراد المجتمع، ونحذِّرَهم من المزالق والمهالك، ومن الانجراف في الباطل، ونأخذَ بأيديهم لما فيه خيرُ وصلاحُ دينهم ودنياهم، لاسيّما في هذا الزمان الذي انتشرت فيه الفتن والبدع والخرافات، وكثرت فيه المغريات، وعَمَّ فيه الجهل، وتنوّعت وسائل الشر والفساد، ونشط فيه دعاة الباطل والضلال». وشدَّد في سياق توجيهه للخطباء، على ضخامة المسؤولية الملقاة على رجال المنابر، فنحن كما قال: «نواجه تحدياتٍ من أعدائنا ضد ديننا، وضد قيادتنا، وضد أمننا، وضد رخائنا، وضد اجتماعنا ووحدتنا وتآلفنا على الخير، هناك دعاية ضالة وآراء شاذة، وحملات إعلامية جائرة، فلابد للخطيب أن يكون واعياً في كل أمر يضرّ بالأمة فيحذِّرها من الشرور، ومن الأفكار المنحرفة، والآراء الشاذة والعقائد الباطلة، والدعوات المضللة، والبدع والخرافات، لكن بضوابط شرعية، فيتجنّب النقد اللاذع، والعبارات الجارحة، مبتعداً عن المبالغة، أو التشهير بذكر أخطاء أناس بأعيانهم، وإنما يكون بمثابة ناصحٍ موجِّهٍ مقتدٍ بنبيه الذي يقول في مناصحته لبعض الناس والإنكار عليهم، فيُعَمِّم: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا»، «ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله». المفتي: مهمة خطيب الجمعة إيضاح الحق الشجاعة والصراحة مطلوبتان لمن هدفه إصلاح الأخطاء